تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال من الأستاذ:عبد اللطيف بونشادة –قسنطينة-منهج العلامة أحمد حماني في العقيدة]

ـ[غير مسجل]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:44 م]ـ

عبد اللطيف بونشادة.


بسم الله الرحمان الرحيم

مقال من الأستاذ:عبد اللطيف بونشادة –قسنطينة-

منهج العلامة أحمد حماني في العقيدة

إن مبحث العقيدة من أهم مباحث العلم الشرعي التي أولاها العلماء بالتأليف والتدريس قديما وحديثا ويمثل هذا الجانب أيضا الأساس الأول الذي تقوم عليه شخصية العالم. ومما يلاحظ في هذا الصدد قلة اهتمام الباحثين والكتاب الجزائريين لهذا المبحث في تراجمهم للعلماء.

من هذا المنطلق سأتناول في هذا المبحث الجانب العقدي لرجل يعد من أعلام المدرسة المالكية الحديثة بالجزائر ألا وهو العلامة أحمد حماني –رحمه الله –

التعريف به:

هو الشيخ العلامة الفقيه أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني ولد ببلدة الميلية بولاية جيجل سنة 1915 بدأ حياته العلمية بمسقط رأسه حيث حفظ كتاب الله والمبادئ الأولى في الفقه والتوحيدثم نزح إلى مدينة قسنطينة حيث انخرط في صفوف طلبة الشيخ ابن باديس لمدة 3 سنوات وبعدها ارتحل إلى تونس حيث انظم إلى طلبة جامع الزيتونة لمدة 10 سنوات وحصل خلا لها على:

- شهادة الأهلية.
- شهادة التحصيل.
- شهادة العالمية.
بعدها عاد إلى الجزائر وعمل في التدريس ومع بداية الثورة التحريرية الكبرى شارك فيها بكل قوة حيث اعتقل وعذب لمدة 4 سنوات إلى غاية الاستقلال. بعدها عمل مديرا لمعهد بن باديس ثم أستاذا بجامعة الجزائر لمدة 10 سنوات.
وفي سنة 1972 عين رئيسا للمجلس الإسلامي الإعلى إلى حين تقاعده سنة1989 وواصل الدعوة إلى الله رغم كبر سنه والفتن التي مرت بها الجزائر ويعتبر من أبرز العلماء المصلحين الذين عرفتهم الجزائر من أبرز مؤلفاته:

- فتاوى الشيخ أحمد حماني - والتي أخذت منها هذه الترجمة اليسيرة-
-كتاب الإحرام لقاصدي البيت الحرام.
-صراع بين السنة والبدعة.
توفي رحمه الله سنة 1998 م رحمه الله.

أ- عقيدته إجمالا:

إن الشيخ-رحمه الله- في عقيدته كان متبعا للسلف الصالح فقد كان سلفيا عقيدة و سلوكا. دعوة و عملا مقتفيا منهج شيخه الإمام السلفي عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – فكان متبعا خطاه، سائرا على دربه، ناسجا على منواله، متأثرا به و شواهد ذلك كثيرة جدا: فالشيخ أحمد حماني كغيره من علماء الإصلاح على مر الزمن كان كثير الدعوة إلى الالتزام بالكتاب و السنة لأنهما مصدرا التشريع الإسلامي و في هذا يقول – رحمه الله – " على المسلمين أن يلتزموا العمل بكتاب ربهم و سنة نبيهم في كل أمورهم فإن الرسول صلى الله عليه و سلم ما جاء إلا ليعلمنا ديننا و يهدينا سواء السبيل، و قد أوجب الله علينا طاعته و قارنها بطاعة سبحانه فقال: "و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" –النساء 64 - و قد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن نتبع سنته و نتجنب الانحراف عنها بالإبتداع في الدين. و سنة النبي صلى الله عليه و سلم طريقته الشرعية التي ما سلكها إلا بوحي من الله، قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة"-الأحزاب 21 و قال أيضا:"إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم"-آل عمران31 - و قال صلى الله عليه و سلم: "عليكم بسنتي" و قال: "من أخذ بسنتي فهو مني" و جاءت الآيات و الأحاديث الصحيحة في التحذير من البدعة و ذم المبتدع" 1 فهذا النص الذي نقلته عنه يدل أن الشيخ أحمد حماني يعتبر الكتاب و السنة مصدر العقائد و العبادات و جميع الشرائع. و هذه أهم قاعدة من قواعد المنهج السلفي، و مما يؤيد هذا المفهوم و يؤيده قوله: " و لا ينكر أحد أن الإسلام ديننا. غير أنهم كانوا يختلفون في تفسير الإسلام الذي هو ديننا هل إسلام القرآن و السنة الصحيحة و فهم سلف الأمة لهما؟ أم الإسلام مجموعة من الخرافات و التقاليد الموروثة و العادات البالية و لو تضاربت و تناقضت؟ " ثم يجيب عن هذا السؤال بقوله: "إن الإسلام في فهم المصلحين هو ما جاء به القرآن و بينته السنة و فهمه و سار عليه السلف الصالح، و في فهم غيرهم هو ما وجدنا عليه آبائنا و قد وجدناهم في الدرك الأسفل" 2

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير