تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سيرة الشيخ سالم بن عفيف رحمه الله]

ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 06:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة موجزة للشيخ سالم أحمد بن عفيف

اسمه ونسبه ومولده:

أبو عبد الله سالم أحمد محمد الحاج بن عفيف، ينتهي نسبه إلى عفيف بن شرحبيل بن معد يكرب الكندي، ولد في قرية (ميخ) إحدى القرى التابعة لمدينة الهجرين من وادي دوعن بمحافظة حضرموت في الثاني والعشرين من جماد الأولى لعام أربع وأربعين وثلاثمئة وألف من الهجرة.سافر والده إلى أندونيسيا وهو ابن ست سنين، ولم يره بعد ذلك حتى توفي الوالد شابا وعمر ابنه سالم اثنتا عشرة سنة، تولت أمه تربيته في بيت أهل زوجها مع جدته لأبيه وعماته.

له أخ شقيق اسمه علي، تزوج مات محرماً في حج عام 1371 هـ، شاباً.وترك ابنتين تكفل الشيخ سالم بتربيتهما.

رزق الشيخ سالم بثلاثة عشر ولدا،سبع من الذكور وخمس من الإناث، وقد توفي ثلاثة منهم صغارا جدا (بنتين وابن)،

نشأته:

حرصت أسرته على تعليمه القرآن منذ نعومة أظفاره،وكانت العادة في بلدته أن يقرأوا القرآن فيختمه في المساجد كل أسبوع،فكان الطفل سالم بن عفيف ممن يحضرون،ولما سئل في كم يوم حفظت القرآن،قال: في 28 يوما،لأن هذه الأيام كانت أيام تثبيت فقط،.كما كانوا يتعلمون في المساجد الحديث والفقه ويحرصون على حفظ المتون.

طلبه للعلم:

لما وصل السادسة عشرة من عمره ارتحل إلى مدينة نسرة،وكان في هذه المدينة مدرسة داخلية،بها سكن للطلبة،فلم يكن لهم بها شغل سوى طلب العلم،فكان الشيخ متميزا بين الطلاب بحرصه على التحضير والمناقشة والتحليل،حتى أسند إليه مشايخه شرح الدروس لرفاقه قبل الحضور للدرس،

وكان الشيخ سالم يتمتع بحافظة قوية إذا قرأ الشيء مرة واحدة لاينساه،فكان يستغل تلك الموهبة في حفظ المتون الفقهية، يقول الشيخ: وكنت أجاهد نفسي بالحفظ في هدأة الليل،وأتحمل الصعاب في مغالبة النوم حتى أنتهي من الحفظ،وذات مرة غلبني النعاس وأنا أحفظ متن الزبد لابن رسلان الشافعي، فنمت فرأيت من يحفظني إياها في المنام،فاستيقظت وأنا متقن لها.

وكان للمدرسة دور في تربيتهم على الصلاح والتقوى،وزرع التواضع وحسن الخلق فيهم،والزهد في الدنيا وغرس تعلقهم بالله عز وجل،وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تعليم الطلبة فنون الخطابة والإلقاء في المحافل والمناسبات.

وفي عام 1365هـ سافر الشيخ سالم أحمد بن عفيف إلى مكة،واستوطنها،وشرع يقرأ على علماء الحرمين في سائر الفنون كالفقه والحديث والتفسير والأصول والعربية.

شيوخه:

أ/ في حضرموت درس الفقه على يد السيد سالم بن طالب العطاس،وله إجازة في الفقه منه،وهو الذي رأى نبوغ الشيخ في الفرائض،وحلول المناسخات،فقال له: المناسخات لرجال ذوي عقول راسخات.

ودرس علوم العربية على الشيخ محمد علي با حنّان،.

ب/ في مكة المكرمة:

• درس على الشيخ العلامة المحدث عبد الحق الهاشمي،وقد لازمه أكثر من ثلاث وعشرين سنة،وأخذ عنه علما غزيرا،وقرأعليه كتب الحديث كالبخاري ومسلم،،وقرأ عليه من كتاب الأم للشافعي،وكذلك سيرة ابن هشام.

• درس أيضاً على السيد علوي عباس المالكي؛ حيث درس عليه بعض كتب الحديث والمصطلح ومن ذلك بلوغ المرام ومنظومة طلعة الأنوار في علم آثار النبي المختار،وهي منظومة في مصطلح الحديث مختصرة لألفية العراقي في المصطلح،.

• الشيخ حسن بن محمد المشاط؛ حيث قرأ عليه بعض كتب الحديث وكان الشيخ سالم أحد الطلبة الذين حضروا دروس الشيخ المشاط في تحفة الأحوذي والذي استمر إلى عدة أعوام.

• الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة،قرأ عليه في التفسير والحديث،

• الشيخ محمد المختار الشنقيطي شرح النسائي.

• وغيرهم من علماء الحرم كالشيخ التباني ومحمد أمين كتبي،وكما كان يحضر في مواسم الحج للشيخ ابن باز،والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمهم الله جميعا.

قراءاته: بالإضافة إلى العلوم الشرعية كان الشيخ يحفظ منظومة اليواقيت في علم المواقيت،ويتقن علم العروض،ويقرأ كثيراً في الكتب الأدبية القديمة والحديثة، ويحفظ كثيرا من الشعر العربي والنبطي.

كذلك كان مطلعا على العلوم البحتة كالأحياء والفيزياء والكيمياء،

وتعلم بعض العلوم بالمراسلة كاللغة الإنجليزية والمحاسبة،ونال شهادة المحاسبة من بيروت.وكان أهم علم بعد علوم الشريعة يثير اهتمامه هو علم التاريخ الذي يعتبره مصدر العبر،فيقول (من لم يعرف ماضيه لم يقيم حاضره)

أعماله: عمل في عدة وظائف في مكة المكرمة كلها متعلقة بالمحاسبة،ثم اننتقل إلى مدينة جدة في جماد الأولى عام 1393هـ،وعمل في الأعمال الحرة،ثم في بيع الذهب والمجوهرات،وكان ينوب عن كثير من أئمة المساجد في الخطب والدروس،ثم تفرغ لإمامة المساجد وتعليم الدروس منذ عام 1408هـ،في ذي القعدة،فدرس بلوغ المرام وزاد المستقنع،والأجرومية،والفرائض،والمصطلح،حتى عام 1420هـ،وخصص وقتا من كل يوم للإجابة على الفتاوى،بين المغرب والعشاء،ثم انتقل إلى مسكنه بحي النسيم بجدة بعد أن كثرت أمراضه،

وفاته: مرض الشيخ مرضا شديدا،فنقل إلى المستشفى يوم 18 ذي الحجة عام 1422هـ،وظل في المستشفى عدة أشهر،وأجريت له عملية جراحية بسبب تجمع دموي في المخ، ثم خرج من المستشفى في شعبان عام 1423هـ،وتوفي الساعة الثامنة صبيحة يوم الجمعة الثالث من رمضان،عام 1423هـ، في بيته،بعد مرض استمر 9 أشهر،ودفن في مقابر الفيصلية، بعد صلاة العشاء،وحضر دفنه مالايحصى عدده،جعلهم الله شهودا له يوم القيامة.فالله أسكنه فسيح جناتك.

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير