تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ عبدالقيوم الرحماني البستوي العالم العامل والمجاهد الصابر (مقال)]

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - 06 - 08, 02:25 م]ـ

كتب فضيلة الشيخ أ. د. وليد المنيس الكويتي جزاه الله خيرا:


الحمد لله الذي أمات وأحيا، وأن عليه النشأة الأخرى، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:

فقد تلقى العالم الاسلامي خبر وفاة شيخ المحدثين والمفسرين شيخنا الشيخ عبدالقيوم بن زين الله الرحماني (1338 - 1429 هـ/ 1918 - 2008م) قبيل ظهر الأربعاء 23 جمادى الاولى 1429 رحمه تعالى، وحري بنا أن نعرّف جمهور المسلمين بهذا الإمام العالم العامل.

ترجمته:
ولد الشيخ رحمه الله في 20/ 1/1918 في قرية دودونيا، التابعة لمديرية سدهارت نغر (بستي سابق) ا في الولاية الشمالية (يو بي) بالهند، في أسرة ذات وجاهة دينية ودنيوية.
تلقى تعليمه الابتدائي في قريته الواقعة على حدود النيبال، والمتوسط في الجامعة الإسلامية (فيض عام) في ماو، والعالي في دهلي في دار الحديث الرحمانية الشهيرة.
تتلمذ على كبار علماء الهند، منهم: شيخ الحديث أحمد الله القرشي، والشيخ عبيد الله الرحماني المباركفوري شارح المشكاة، والشيخ نذير أحمد الأملوي، والشيخ عبدالغفور البسكوهري، والشيخ سكندر الهزاري، وغيرهم وتخرج العام 1940، وقد أخذ البخاري ومسلم قراءة تحقيق بالتمام والكمال على شيخه محدث الهند أحمد الله القرشي.
وكان له إسهامات سياسية في تحرير الهند من الاستعمار الانكليزي، وأودع السجن اكثر من مرة.
ولما تحررت بلاده شرع في التوجيه العام والخطب العامة، وساهم في تأسيس مشاريع إسلامية واجتماعية، كما أنه مبجل في الهند، ويعامل رسميا كمجاهد في تحرير بلاده ويحمل بطاقة خاصة تبين مكانته في الهند.

زيارته للكويت:
تشرف بالشيخ طلبة العلم في الكويت بمساع خاصة من الأخ الشيخ فيصل بن يوسف العلي، حيث دعا شيخنا إلى زيارة الكويت بعد أدائه الحج، كل ذلك على ضيافته الشخصية جزاه الله خيرا، وعقد له مجالس قرئ عليه خلالها صحيح البخاري ومسلم وبلوغ المرام والشمائل وغيرها؛ كأول مجالس حديثية سماعية عالية في البلاد - وكانت نواة للتوسع (بمساعيه ايضا) عبر المجالس الحديثية العامة فيما بعد؛ التي ازدانت بها الكويت وسبقت بها غيرها - وكنت بحمد الله أحد من لازم شيخنا فيها، فوقفت على صفات شيخنا عن قرب، وسجلت عددا من الانطباعات والمرئيات منها:

أولا- تواضعه وحليته وعدم تكلفه:
أول ما لفت نظري في الشيخ تواضعه الجم وبساطته مع هيبة وسمت غير متكلف، وذلك عندما تلقيناه في مطار الكويت، فقد رأيته يلبس جبة من الصوف عادية جدا، ويضع طربوشا من الصوف على رأسه، مع لفافة من الصوف ليتقي البرد، فلا يكاد يُلتفت إليه لتواضع ملبسه، وكان نحيف البدن، عليه سيما الزهد، ولحيته بيضاء طويلة، أسمر اللون، قليل التبسم؛ في نظراته ملامح الجد والحزم.

ثانيا- اختياره لبعض الأحكام والأقوال وطرحها أمام الطلبة:
اثناء القراءة عليه ونحن نسمع لاحظت أن الشيخ يختار بعض الأقوال المهمة التي تبسط المقصود، ويلقي كثيرا من الفوائد على السامعين، وقد دونّا كثيرا منها، وستنشر لاحقا ان شاء الله.

ثالثا - تجديد الوضوء بعد كل فترة في مجلس السماع:
كان يدعو الحضور في مجلس السماع إلى تجديد الوضوء، ويقول لنا: إذا أردتم النشاط فجددوا الوضوء، فكنا نفعل ذلك كل فترة، فيدب النشاط في المجلس، ولعل ذلك - بعد توفيق الله تعالى - من أسباب الختم في مدة وجيزة.

رابعا - لا يستعمل النظارات للقراءة:
رغم أنه في التسعين إلا أنه لا يستعين بنظارات للقراءة، فقد متعه الله تعالى ببصره، فكان يتأمل الصحيح ويسمع.

خامسا - تعتريه حدة وانتصار للاحكام الشرعية:
مما لاحظته على الشيخ أنه ربما تعتريه حدة؛انتصارا للأحكام الشرعية؛ ومقارنة ذلك بالأوضاع التي يمر بها المسلمون؛ بطريقة تجذب السامع؛ وتشعره بصدق الشيخ ودقة ملاحظاته.

سادسا - وفاؤه لمشايخه وحسن ذكره لهم:
ففي 9 محرم 1427 وأثناء القراءة عليه: تحدث بإسهاب عن شيوخه أحمد الله القرشي، وعبيد الله الرحماني، وأبي الكلام أزاد، وغيرهم بالتفصيل، وترحم عليهم، وأثنى عليهم بخي، ر مما عرّف السامعين بحسن وفائه لمشايخه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير