تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة موجزة للعلامة الألباني رحمه الله]

ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 06:13 ص]ـ

من ذكرياتي مع الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه اللهبقلم الشيخ العلامة الفقيه أبي أويس محمد بن الأمين بو خبزة الحسنيقرأها وقدم لها د/ جمال عزون ( http://www.rayatalislah.com/kouttab/sheykh-azzoune.htm)

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فإنَّ تراجم العلماء مجال خصب يستفيد منه الدَّارسون شتّى الفوائد، وقد حفِظت لنا كتبُ السّير والتّراجم والتّاريخ وغيرها أخبارَ عدد هائل لا يكاد يُحصى من تراجم أهل العلم على اختلاف تخصُّصاتهم، واعتمد المترجِمون على مصادرَ عدَّة في صياغة التّرجمة، يأتي في مقدمتها التراجم الذّاتيّة التي يتحدّث فيها العَلَمُ عن حياته الشّخصيّة والعلميّة، يلي ذلك - فيما أحسب - كتابةُ أقرب النّاس للعَلَم كالولد والأخ والقريب ونحوهم مِمَّن أتيحت لهم المخالطةُ والمعرفة الدّقيقة بحكم النّسب والقرابة.

ويقارِبُ ذلك ما يكتبُه المعاصرون للمترجَم مثل أصحابه وتلاميذه ونحوهم مِمّن تكثر مجالستُهم للعَلَم، وتتيسّر لهم الكتابةُ الدّقيقةُ عن أحواله وأخباره. وثمّة نوعٌ من مصادر التّرجمة تتمثّل في الذّكريات والمشاهدات التي يحتفظ بها من يُتاح له لقاء عابر أو سماع عاجل، ولا تخلو هذه من أخبار علميّة وشواردَ أدبيّة لها قيمتُها في صياغة التّرجمة، وأحسب أنّ ما كتبه الشّيخ الفقيه أبو أويس محمّد بو خبزة الحسني التطواني المغربي يُعَدُّ وثيقةً هامّةً تمثّل رأي أحد المغاربة المعجبين بالمحدّث العلاّمة الشّيخ محمّد ناصر الدّين الألبانيّ رحمه الله، الذي طار صيتُه في الآفاق، وبلغت مصنّفاته الحافلة مشارقَ الأرض ومغاربها.

وشيخُنا أبو خبزة الحسني عالمٌ فقيهٌ أديبٌ خطيبٌ معتنٍ بالحديث النّبوي وبارع في قراءة المخطوطات، ولد عام 1351هـ - 1932م بتطوان [1]، وقد بلغ من العمر حال كتابته هذه الذّكريات عن الشّيخ الألبانيّ سبعين عاماً، ممّا يضفي عليها قيمة علميّة؛ إذ دبّجها عالمٌ عُمِّر هذه السّنين الطّويلة.

وكنتُ قد طلبتُ منه - حفظه الله وأطال في عمره - في خطاب سابق كتابةَ ما يحضُره من ذكريات مع العلاّمة الألباني فتكرّم - رعاه الله - وأجابني إلى ذلك بما تراه أخي القارئ في هذه الذّكريات التي مرّ على كتابتها سبعُ سنوات [2].

من ذكرياتي

مع الشّيخ ناصر الألباني رحمه الله

الحمد لله!

عرفتُه - طيّب الله ثراه - قبل أن ألقاه فيما بعد السّبعين وثلاث مئة وألف بقراءتي لكتابه "حجاب المرأة المسلمة" الطّبعة المصريّة الأولى بتقديم محبّ الدّين الخطيب، الذي وجدتُّ فيه نَفَساً جديداً غير مألوفٍ عندنا، ومنهجاً توثيقيّاً لم أعرفه إلاّ في صورةٍ قاصرةٍ عند الشّيخ أحمد شاكر المصري، وبعد سفر شيخي أبي الفيض أحمد بن الصّدّيق الغُماري إلى مصر وسُورية كتب إليَّ يخبرني بلقائه للشّيخ ناصر بالمكتبة الظّاهريّة - وقد أشار إلى هذا اللّقاء في كتابه "تحذير السّاجد" أعني الشّيخ ناصراً - ويثني عليه وعلى اطّلاعه النّادر، وتمكّنه من علوم الحديث، كما كرّر هذا الثّناء بأوفرَ منه في كتاب آخر، وأشار الشّيخ ناصر إلى هذا الثّناء والتّقريظ في أوّل الجزء الثّالث أو الرّابع [3] من سلسلته في الأحاديث الضّعيفة.

كما عرفتُ الشّيخ قبل لقائه بواسطة مقالاته التي كان ينشرها بمجلّة التّمدّن الإسلاميّ [4] التي كانت تصدر بدمشق، وكانت تصل إلى تِطوان بحكم المبادلة الصّحافية مع صاحب مجلّة "الأنيس" التي كانت تصدر بتطوان، وكنتُ على صلةٍ به وبأحد أصدقائه الذي كان يأتيني بها كلّما وصلتْ، فأجد فيها ابتداءَ الشّيخ في نشر "سلسلة الأحاديث الصّحيحة" مع أجوبته لأسئلة حديثيّة، وتحقيقه لبعض البحوث بنَفَسِه ومنهجه المتميّز المشار إليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير