المختار بن محمد الأمين الشنقيطي وهو ابن صاحب أضواء البيان وقد أخذنا عليه شيئا
متن الطحاوية، و شيئا من التدمرية في السنة الثانية في الجامعة، والشيخ عبدالكريم
مراد أخذنا عليه بعض شرح الطحاوية لابن أبي العز في الجامعة، والمنطق في المسجد
النبوي، وقرأت على الشيخ احمد بن تاويت من علماء المغرب بعضا من روضة الناظر أيضا
في المسجد النبوى، وعلى الشيخ شير على شاه الهندي بعضا من المنطق أيضا في المسجد
والنحو، ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد
المحسن العباد، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي
، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة، وعرفته بنفسي وذكرت
له اسمي، وهو ضعيف النظر، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في
المسجد النبوي صحيح مسلم، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط، وكان الشيخ العباد
قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان (ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف
والجماعات) قبل أن أجعل هذا عنوانها، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان
آخر، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في
المجلة المذكورة، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية
بزيادات مهمة.
ومن العلماء الذين أخذنا عليهم أيضا الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري حضرنا عنده
شيئا من شرح صحيح البخاري، ودروسا أخرى في بيته دروسا متفرقة، وذلك عندما كان
جارا لنا في الحرة الشرقية، وعندما انتقل إلى قرب الجامعة، وكان رحمه الله إذا
حضرت درسه ترى العجب العجاب من سعة علمه وحافظته العجيبة، وكأن علوم الشريعة بين
عينيه يأخذ منها ماشاء ويدع ما شاء، غير أنه كان عسرا بعض الشيء، لاسيما مع الذين
لايعرفهم، والله يرحمه رحمة واسعة ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وكانت
مكتبته عامرة بالمخطوطات النادرة فكنا نستفيد منها كثيرا.
وأخذنا على الشيخ العلامة المحقق الورع ناصر العقيدة السلفية عبدالله الغنيمان حفظه
الله، وهو متقاعد الآن من التدريس في الجامعة ويدرس في مسجده في بريدة، حضرنا
عنده شرح كتاب الإيمان لابن تيمية عام 1412هـ، وأذكر أنني كنت إذ ذاك صغيرا، فكنت
أتعجب من سعة علمه واستحضاره لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ودقته في نسبة العقيدة
السلفية وتحريرها، وأتمنى لو صرت مثله، وحضرنا أيضا درسه في كتاب التوحيد في
المسجد النبوي، وكنا نرجع إليه في كل شيء يشكل علينا في أمور العقيدة فنجد عنده
الجواب الكافي ما لا نجد مثله عند غيره، وربما أشكلت المسألة على كثير من الشيوخ،
فإذا سألناه جاء بالجواب القاطع لكل شبهة.
كما درست على الشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله التفسير الموضوعي في الجامعة، وعلى
الشيخ عبدالعزيز الدردير التفسير التحليلي، وعلى الشيخ عبدالعزيز عبدالفتاح القاري
خطيب مسجد قباء علوم القرآن، وعلى الشيخ عبدالفتاح سلامة وهو من علماء أنصار السنة
المحمدية في مصر علوم القرآن أيضا، وعلى الشيخ أكرم العمري مناهج البحث،
كان هذا كله في كلية الدراسات العليا.
ولما زارنا الشيخ محمد المنصور المنسلح وهو من علماء بريدة، لما زارنا في الكويت
قرأنا عليه كتاب الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا، وكتاب الصوم من زاد
المستقنع، وأخذنا الفرائض على الشيخ عبدالصمد الكاتب من علماء المدينة في المسجد
النبوي، كما درسناها على الشيخ عبدالحليم الهلالي في الجامعة، وأما مصطلح الحديث
فقد درسنا كتاب الباعث الحثيث في الجامعة، وواصلت القراءة فيه حتى قرأت أكثر ما
ألف فيه، ووجدت أن هذا العلم مما يمكن تحصيله بالقراءة في الغالب، ثم انقطعت عنه
وانشغلت بالفقه، وعلمت أن الفقه لايمكن أن يتلقاه الطالب إلا بدراسة مذهب فقهي،
ولكن عليه أن يحذر التعصب المذهبي فإنه طامة وشيء قبيح في العلم، وليكن الانتصار
للدليل نصب عينيه، وذلك مالم يعجز فيسوغ له التقليد، وأما علم العقيدة والفقه
والأصول والفرائض والنحو فلابد من معلم، وعلى أية حال فلا أدعي أنني طلبت العلم
كما كنت أتمنى وعلى الطريقة المثلى، ولكن حصل لي من ذلك شيئا أحمد الله تعالى عليه
، وعوّضت النقص بالقراءة، فهي عندي هواية أتمتع بها، وكان الواجب أن يكون ذلك
تعبداً واخلاصاً لله، ولكن الله المستعان، نسأل الله تعالى أن لا يكلنا إلى
أعمالنا، وأن يتغمدنا برحمته الواسعة، ويكفّر عنا سيئاتنا ولا يؤاخذنا بذنوبنا
انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[13 - 03 - 10, 08:25 ص]ـ
بارك الله فيكم اخواني الكرام على إثراء الموضوع وجزاكم الله خيراً