ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء، إلاّ المجيء إليه في حياته r ليستغفر لهم».
وهذه قضية لها علاقة بالعقيدة والتوحيد، فلا يجوز التساهل فيها والسكوت عنها. وإن عقائد السلف الصالح أنهم يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئاً. فلا يَسأَلون إلا الله تعالى، ولا يستعينون إلا بالله عز وجل، ولا يستغيثون إلا به سبحانه، ولا يتوكلون إلا عليه جل وعلا. ويتوسّلون إلى الله تعالى بطاعته وعبادته والقيام بالأعمال الصالحة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ... } (35) سورة المائدة. أي تقربوا إليه بطاعته وعبادته سبحانه وتعالى.
قال عبد الله بن مسعود t: « اتّبِعوا ولا تبتدِعوا فقد كُفيتم». وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «قِفْ حيث وَقَفَ القوم. فإنهم عن عِلْمٍ وقفوا، وببَصرٍ نافِذٍ كفّوا». وقال الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام رحمه الله: «عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس. وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول». وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إلزم طرق الهدى، ولا يغُرّك قِلّةَ السالكين. وإيّاك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين».
هذا وإن شريعة الله تعالى محفوظة من التغيير والتبديل، وقد تكَفَّلَ الله تعالى بحفظها فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. ورسول الله r قال في حديثه: «يحمِلُ هذا العِلْمَ من كُلِّ خَلَفٍ عُدُوله: يَنفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين». وهو حديثٌ حَسَنٌ بطرقه وشواهده.
نسأل الله تعالى أن يهدينا للعقيدة الصافية، والسريرة النقية الطاهرة، والأخلاق المرضية الفاضلة عند الله تعالى، وأن يعافينا من اتهام الأبرياء. وأن يُحْيينا على الإسلام، وأن يميتنا على الإيمان وشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. اللهم تَوَفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. ونسأله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل.
قال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (70–71) سورة الأحزاب.
كما نسأله تعالى أن يجعل قلوبنا طاهرة من الحقد والحسد، وعامرة بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله r. وأن يُلهمنا القول بالحق في الرضى والغضب، وأن يرزقنا التقوى في السر والعلانية { ... هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (56) سورة المدثر. إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
طالب العلم الشريف
العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير
(عبد القادر الأرنؤوط)
التوقيع
دمشق 1 ربيع الأول 1413 هـ
29 آب 1992 م
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيرا. و رحم الله الشيخ فما أحكم وأسلم طريقته في القاء العقائد وكيف أنه: ( ... يراعي كثيراً أحوال المستمعين إليه. فلا يدخل في تفصيلات مسائل الأسماء والصفات مع العوام. بل يكتفي بقوله لمن يسأله: منهجنا هو منهج الإمام مالك عندما قال عن صفة الإستواء: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة». لأن الأصل في غالب العوام السلامة. وهم لا يفهمون تفلسفات الأشاعرة أصلاً ... )
فلو أن مدرسي العقيدة أخذوا بهذا المنهج لأفادوا و أجادوا. الله المستعان.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 05 - 08, 07:43 م]ـ
لم أسمع عن مشايخ من أهل السنة يتكلمون في مسائل الصفات بالتفصيل أمام العوام.
أما الإنترنت
فلا أدري عن المواقع العربية
ولكن في الأنجليزية
لم أرى أي من أهل السنة يكتب مواضيع في مسائل الصفات في منتديات أغلبها عوام
والذين رأيتهم يبدأون مواضيع متعلقة بمسألة الصفات في مواقع والمنتديات التي يكثر فيها العوام هم الأشاعرة وغالبا تكون مواضيعهم عن "تجسيم" السلفيين وعن تنزيه الله عن المكان والجهة (يقصدون أن الله ليس فوق العرش)
فتبدأ الفتنة ويبدأ النقاش بينهم وبين أهل السنة
وبعض العوام لا يفهم الموضوع فلا يقرأ فيه وبعضهم يقرأ فيه فتتلخبط عنده الأمور
والله المستعان
فأهل البدعهم غالبا من يبدأ هذه المواضيع ويضطر اهل السنة للرد عليهم حتى لا ينشروا بدعتهم بين الناس ويخربوا فطرتهم
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 11:55 م]ـ
والذين رأيتهم يبدأون مواضيع متعلقة بمسألة الصفات في مواقع والمنتديات التي يكثر فيها العوام هم الأشاعرة وغالبا تكون مواضيعهم عن "تجسيم" السلفيين وعن تنزيه الله عن المكان والجهة (يقصدون أن الله ليس فوق العرش)
اللهم غفرا. اللهم غفرا.اللهم غفرا.ولكني لا أملك الا أن أقول:
يرحم الله المجنون ـ وما كان أعقله يومها ـ إذ يقول:
راى المجنون في الفلوات ذئبا **** فهز له من الاحسان ذيلا
فلاموه على ما كان منه * * * وقالوا لم أنلت الذئب نيلا؟
فقال: دعوا الملامة إن عيني **** رأته مرة في حي ليلى
¥