وقال فيه الشيخ عمر عبدالجبار: "وكنت أتمنَّى الاجتِماع به، إلى أنْ أسعدني الحظُّ بملاقاته، في ذي الحجة سنة 1377هـ، فأكبرت فيه تَواضُعَه وتقشُّفَه، وزهدَه وورعَه، ووقارَه وطِيبَ حديثِه، وأمَلَه العظيم في حماية الدين ونشر العقيدة، بما ستُخرِجه المعاهد والكليَّات من طلابٍ سوف يحملون مشاعل الدين والدعوة إلى الله، فيعود للإسلام مجدُه وعزُّه، حقَّق الله الآمال، وأكثر من أمثاله، زهدًا وورعًا وتقوى".
وقال الشيخ عبدالله ابن جبرين: "وأمَّا سيرته فهو من بحور العلم، وأهل التفنُّن، ومن أهل العبادة والصَّلاح، والمحافظة على الأعمال الصالحة؛ من تهجُّد وتلاوة، وذِكْرٍ وأوراد، وأدعية وقربات، وكذلك كان جوادًا كريمًا، كثير النفَقَة بما حصَل له، قانِعًا بما يتيسَّر ... وقد تحمَّل دينًا وحقوقًا للغير؛ لكثرةِ ما يعتَرِيه من النفقات والمَغارِم، سيَّما للمهاجرين من الأنصار وغيرهم".
عقيدته:
وكان الشيخ - رحمه الله - سنيًّا سلفيًّا يَسِير على نهج السَّلَف الصالح، ويقتَفِي آثارَهم، في الصغير والكبير، ذابًّا عن اعتِقاد أهل السنَّة، رادًّا على مَن سوَّلت له نفسه انتقاصها، أو إدخال شيءٍ فيها ليس منها.
قال الشيخ صالح اللحيدان فيه: "إنَّه من خيرة العلماء، ومن أهل العقيدة الصافِيَة، والمنهج السلفي السليم، ومن أخلص الناس ولاءً لعقيدة التوحيد، وولاءً لهذه الدولة السعوديَّة، التي قامَتْ على أساس عقيدة التوحيد الخالص".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا، في ترجمة الشيخ إسماعيل: "ومن حيث عقيدة فضيلته، فقد كانت سلفيَّة، يُصارِح بها الكبير والصغير، ويعتزُّ بها، ومَن لا يعتزُّ بالسلفية؟! ".
وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - عن الشيخ إسماعيل: "هذا إمام سلفي".
وقال عنه: "فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري أحد العلماء المُعتَبَرِين، وقد أسنَدنا إليه إعدادَ بحوث علميَّة تتولَّى اللجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء الاستعانة بها في تقديم بحوثها إلى هيئة كِبار العلماء؛ لدراسة مواضيعها لدى الهيئة في دوراتها، وليس لدينا في الرِّئاسة من البحَّاثة مَن هو أفضل منه علمًا ونشاطًا، وقدرةً وسعَة اطِّلاع، وهو بحقٍّ يُعتَبَر من العلماء الأفاضل".
وذكَر الشيخ العبدلي شِدَّةَ غيرة الشيخ إسماعيل على الشريعة، وردوده على المبتَدِعة والمُخالِفين، وذكَر قصصًا في ذلك، ثم قال: "الشيخ إسماعيل من الصفوة، لا، بل من صفوة الصفوة"، ودعا له بخير.
وقال الشيخ صالح السدلان: "والشيخ إسماعيل - رحمه الله - صاحب تحقيق، وذو عقيدةٍ سليمة، ومنهج قيِّم".
مذهبه:
تلقَّى الشيخ أيام طلبه العلم المذهبَ المالكي عن شيوخه، وقرَأ عليهم بعضَ كتبه، إلا أنَّه مع ذلك لا يحبُّ التقليد دون دليل.
وقال: "أنا لا ألتَزِم بمذهبٍ معيَّن، بل أقول بما قال به الدليل".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا: "وممَّا يَزِيد فيه إعجابًا كونُه مالكيَّ المذهب، وبارِع فيه، ومع ذلك كان مستبصرًا يتطلَّب الدليل، ويتمشَّى معه إذا وجَدَه، ولا يَركَن إلى التقليد الصِّرف في مسألةٍ تمرُّ عليه، وهذه طريقةٌ حميدةٌ، بَعُدَ غورُها على كثيرٍ من المقلِّدة، ممَّن لم يعتنِ بالأبحاث العلميَّة، ويبذل في سبيلها جهودَه الكبيرة، ليَقِفَ على مأخذ العلماء ومداركهم.
والأئمَّة أنفسُهم يحثُّون على سواء السبيل، ويحبِّذون إعمالَ الجهد، وتَعاطِي الدليل، كما يَفهَم ذلك كلُّ مَن وقَف على كلامهم".
وظائفه:
• وفي عام (1369هـ) قَدِمَ الشيخُ مكَّة المكرمة، وفي ذلك العام اختِيرَ مُدرِّسًا "بالمدرسة الصولتيَّة"، وظلَّ مدرِّسًا بها وبالمسجد الحرام، حتى عام (1374هـ).
• وفي عام (1375 هـ) نُقِل الشيخ مدرسًا "بمعهد إمام الدعوة"، واستمرَّ في التدريس فيه حتى عام (1382 هـ).
• وفي عام (1382 هـ) نُقِل الشيخ إلى "دار الإفتاء"، وعمل مرشدًا دينيًّا بها، واستمرَّ في ذلك حتى استَقال منها في عام (1384هـ).
• وفي عام (1384هـ) عُيِّن الشيخُ قاضيًا، واستمرَّ فيه سنةً وشهرين، ثم نُقِل بعدُ إلى "دار الإفتاء" مرَّة أخرى عام (1385هـ)، وعُيِّن مديرًا للمكتبة السعوديَّة فيها، واستمرَّ كذلك حتى عام (1393 هـ).
¥