ومن شعر الشيخ رحمه الله قوله:
الله أكبر إن الدين منتصر ..... بالله ثم بجند الله والعمل
إن اليهود على ما جمعوه لنا .... باءت سياستهم بالعار والفشل
كونوا يدا في سبيل الله عاملة .... على جلائهم في السهل والجبل
أقول هذا وقد قال العليم لنا .... إن تنصروا الله ينصركم على عجل
الشيخ حميدة بين القضاء والفتوى:
تولى الشيخ حميدة القضاء بالمدينة النبوية في بداية العهد السعودي، في عصر الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حيث عين الشيخ قاضيا في المحكمة الشرعية بالمدينة مع الشيخ ابراهيم بري، إلا أن الشيخ حميدة لم يستمر في منصبه وطلب الاقالة بغرض التفرغ للتدريس ونشر العلم فقبل منه ذلك.
وأما الفتوى فكان الشيخ عمدة الفتوى عند أهل المدينة، ولعل من أبرز القضايا والأحداث التي تبين مكانة الشيخ العلمية، وكونه ممن يعتمد عليه في الفتوى، حين زار الملك عبد العزيز رحمه الله المدينة النبوية عام 1345هـ وصدرت فتوى من أئمة المذاهب الأربعة بوجوب هدم القباب المقامة على الأضرحة وهدم القبور العالية وأصدروا فتوى تبين آداب زيارة المسجد النبوي وقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقرر هذه الآداب وفق منهج السنة النبوية، وكان من الموقعين على الفتوى الشيخ إبراهيم بري عن الحنفية والشيخ زكي برزنجي عن الشافعية والشيخ محمد صادق العقبي عن المالكية (26) والشيخ حميدة ابن الطيب عن الحنابلة (27) وليس غريبا أن يوقع الشيخ عن الحنابلة فإنه كان رحمه الله مطلعا على المذاهب الأربعة اطلاعا واسعا، يدل على ذلك فتاواه التي يشرح فيها آراء المذاهب ويقارن بينها، ويورد أدلتها، ثم يستخلص الحكم الصحيح المبني على الأدلة، ولذا قيل فيه إنه كان يميل الى مذهب أهل الحديث.
تلاميذه:
تتلمذ على الشيخ حميدة طلاب كثيرون ولا غرابة في ذلك فقد أمضى الشيخ أكثر من أربعين عاما يدرس في المسجد النبوي.
ومن أشهر تلامذته محمد حسين زيدان (28) والشيخ جعفر فقيه (29) والشيخ محمد أمين كتبي (30) والشيخ محمد نور سيف (31) والشيخ حسين مشاط (32) وغيرهم
مؤلفاته:
خلف الشيخ رحمه الله جملة من المصنفات العلمية فهي وإن كانت قليلة فإن عذره في قلتها واضح وهو انشغاله بالتدريس والتعليم، ويصدق في حقه أنه كان ممن اشتغل بتكوين الرجال قبل تأليف الكتب فمن مؤلفاته:
1 - الثمر الداني في التوحيد الرباني والكتاب في العقيدة السلفية تحدث فيه الشيخ عن حبائل الشيطان التي توقع الجهال في الشرك
2 - التمكين في الوصول لطريق سيد المرسلين
3 - المسالك في ألفية ابن مالك، شرح فيه ألفية ابن مالك بأسلوب سلس، قرب فيه النحو ولم يكمله إذ شرح منه ثمانمائة بيت
4 - الآثار في بلدة المختار كتاب تاريخي تخطيطي عن الأماكن التاريخية في المدينة النبوية
5 - أراء في أحوال الأهالي طيبة ودمشق الفيحاء، سجل فيه رحلته في الحرب العالمية الأولى الى دمشق مع تسجيل ملاحظاته وانطباعاته عن أهالي دمشق ومعاملتهم لأهالي المدينة المهاجرين.
وفاته:
توفي رحمه الله في جمادى الثانية عام 1362هـ 1943م عن عمر يناهز الرابعة والسبعين ودفن بالبقيع (33)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1 - تراجم لتسعة من الأعلام للأخ محمد الحمد (ص3)
2 - مكة في حياة العلم والعلماء للدكتور محمد بن عمر بازمول (ص 84 - 85) بتصرف يسير
3 - الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للحافظ السخاوي (ص 17)
4 - تاريخ الجزائر في القديم والحديث (1/ 9 - 10)
5 - قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله: استنشاق روائح الصدق بمخالطة أهله فإن لم يوجد الحي فبأخبار من يعرف بمحله، إعانة المتوجه المسكين (ص28)
6 - الاعلان بالتوبيخ للسخاوي (19 - 20)
7 - المؤرخ الأديب محمد كردعلي مؤسس المجمع العربي بدمشق أصله من أكراد العراق، ولد في أواخر صفر عام 1293هـ الموافق لـ 1876م تولى عدة مناصب منها وزير التعليم بدمشق مرتين له عدة أبحاث توفي رحمه الله عام 1953م ودفن بمقبرة العفير بجوار قبر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه (كردعلي حياته وآثاره) للدكتور سامي الدهان (ص 15) ومابعدها.
¥