تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والإغراءات وما يكون من اتصالات محرمة وكشف للعورات، إما عن طريق رقص أو غناء أو تمثيل أو غير ذلك، فتصبح الأسرة -والعياذ بالله- بعد ذلك هينة عليها المعاصي، سهلة على الجميع، ويصبح أمر الله جل وعلا عياذاً بالله هيناً على تلك القلوب، فمن أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه، والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام: (الحياء لا يأتي إلا بخير) وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعونها، والفرق بينك وبينه ليس العلم، فهو يعلم وأنت تعلم، لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك، والحياء في قلبه غير موجود، فلما ذهب الحياء من قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي، قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين! يبيت أحدهم يستره ربه -أي: على معصية- فإذا أصبح قال: يا فلان! أما علمت أن البارحة فعلت كذا وكذا وكذا!) يقول صلى الله عليه وسلم: (يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله عنه) نعوذ بالله من فجأة نقمته، وزوال نعمته. والذي يصل إلى هذه المرحلة طبع على قلبه تماماً، كمن يذهب إلى حانات الغرب وبارات الشرق فيقع في المعاصي والفجور، وبنات الزنا وأشباه ذلك، ثم والعياذ بالله -مع أن الله قد ستر عليه- يصور نفسه ثم يأتي بتلك الصور ويجمع أقرانه وخلطاءه وأمثاله ليعرض عليهم تلك الصور ويريهم إياها، وهذا قد يصل إلى حد الكفر؛ لأنه في الغالب لا يصنع امرؤ مثل هذا إلا وهو يستحل ما حرم الله، وإن كنا لا نكفر أحداً بعينه لكن نقول: إن هذا من أعظم الدلائل على ذهاب الخشية من القلب، واستيلاء الشيطان على تلك القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: (من ابتلي من هذه القاذورات بشيء فليستتر بستر الله عليه)، والمؤمن يسأل الله دائما الستر والعافية ومحو الذنوب في الدنيا والآخرة، لكن المقصود من الآية: أن نبين أن من أعظم طرائق إبليس لإغواء الناس: أن ينزع عنهم لباسهما كما قال الله: ((لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ))، فالله كتب أن الإنس لا ترى الجن، والجن ترى الإنس، وقد قلنا في دروس سابقة: إن العرب تسمي الجن خمسة أسماء أو ستة، وأنا مضطر للكلام العلمي؛ فبعضهم يسمون الجني العادي: جني، فإذا كان ممن يسكن البيوت سموه: عُمَّاراً، وإذا كان ممن يتعرض للصبيان سموه: أرواحاً، فإذا كان فيه شيء من التمرد سموه شيطاناً، فإذا ازداد تمرده سموه: عفريتاً، وقد ذكر هذا الإمام ابن عبد البر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000266&spid=1203) رحمه الله تعالى. قال: ((إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) يستنبط من هذه الآية: أن عقد الولاية ما بين الإنس والجن قائم على عدم الإيمان؛ لأن الله قال: ((أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)) فعدم الإيمان بالله عقد ما بين الإنسي والشيطان.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:01 م]ـ

عاجزة عن شكرك أختي الفاضلة فيوض وعذراً على الالتباس ولا أملك إلا أن أقول جزاك الله خيراً وبارك فيك وزادك من فضله.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:53 م]ـ

أعانك الله د سمر فقد اخترت موضوعاً شائكاً يحتاج الى صبر جميل وليل طويل ولكنك على قدر أهل العزم إن شاء الله ولن يثنيك أي شيء عن إتمامه. والله تعالى المستعان وعليه التكلان. وننتظر رؤياه النور قريباً بإذن الله. تحياتي لك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير