تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" تتكون آيات سورة الحشر من: مقدمة، و مجموعتين. فالمقدمة: عبارة عن آية واحدة فقط، وهي: الآية الأولى من السورة." سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ? وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) " و فيها: الإخبار بأنّ جميع ما في السموات و الأرض: يسبح لله، و يحمده، و يقدسه، و يصلي له و يوحده.و من هذا الإخبار ندرك أنّ مضمون السورة، له صلة بتنزيه الله، و خضوع الأشياء كلها له، و أنه سبحانه متصف بالعزة و الحكمة.

و المجموعة الأولى: عبارة عن (20) آية. من الآية (2) حتى نهاية الآية (21) و فيها: 1) بيان سنة من سنن الله تعالى، و هي أنّ من شاق الله و رسوله فإنه يستحق العقاب الشديد، و أنّ من عقوبات الله الشديدة: أن يسلط على قوم فيجليهم من ديارهم. 2) ذكر بعض أحكام الفيء، وهو كل ما أخذ من أموال الكفار من غير قتال، ولا جهد في تحصيله. 3) تفصيل لخصائص المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وتوضيح بصفاتهم العليا. " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)

"4) تعريف بطبيعة المنافقين، وتبعيتهم للكافرين. 5) مطالبة المؤمنين بالتقوى، والعمل لليوم الأخر. والخشية من الله، وتحذيرهم من المخالفة، والتشبه بالفاسقين. 6) التأكيد على عدم استواء أهل النار وأهل الجنة، فأهل النار خاسرون، وأهل الجنة فائزون. 7) التذكير بعظمة القرآن. ويلاحظ أنّ كل ذلك مما يعرفنا بالله سبحانه وتعالى من خلال أفعالة عز وجل.

والمجموعة الثانية: عبارة عن (3) آيات من الآية (22) حتى نهاية الآية (24) وهى خاتمة آيات السورة وفيها: تعريف على الله سبحانه وتعالى من خلال أسمائه الحسنى وصفاته العلى." [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)

موضوعات السورة:-

"1) تنزيه الله لنفسه عن كل نقص.2) ذكر غلبة الله ورسوله لأعدائه.3) تقسيم الفيء الذي أُخذ من بني النضير مع ذكر المصارف التي يوضع فيها.4) أخلاق المنافقين المضلين، و أخلاق أهل الكتاب (اليهود) الضالين مع ضرب المثل لهم.5) ذكر نصائح للمؤمنين.6) إعظام شأن القرآن وإجلال قدره.7) وصف الله سبحانه نفسه بأوصاف الجلال والكمال. " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)

ارتباط أول السورة بآخرها:-

بداية السورة: اُستفتحت سورة الحشر كسائر السور المسبحات بـ (سَبَّحَ لِلَّهِ) إذاً تبدأ بالتسبيح ولكن بصيغة الماضي (سَبَّحَ)؛ ولعل اختيار الماضي هنا لأن السورة تتكلم عن أمر مضى وانقضى وحدث، وهو نصر الله تعالى للمؤمنين، وهزيمة بني النضير اليهود المحاربين، فهي تتكلم عن نعمة وقعت وانتهت؛ ولهذا بدأت بالتسبيح فقال سبحانه: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" وكأنّ هذا فيه إشارة إلى جند الله كما في قوله تعالى: " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ" سورة المدثر آية 31 فمن جند الله تعالى (مَا فِي السَّمَاوَاتِ) ومن ذلك الملائكة، و النواميس الكونية فهي من جند الله تعالى، وهي تُسبحه. (وَمَا فِي الْأَرْضِ) أيضاً يُسبحون الله. وقد تكرر الاسم الموصول (مَا فِي) وذلك عناية وحفاوة بالأرض وما فيها ومن فيها. ثم قال تعالى: " وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فالعزّة واضحة هنا بالانتصار والغلبة والتمكين للمؤمنين. وهذا معنى القوة التي تمكن منها المؤمنون شيئاً فشيئاً، بعد أن كانوا يُعذّبون ويُقتلون بمكة، هم الآن يملكون أقوى قوة في جزيرة العرب، وأما الحكيم ففيه إشارة إلى حكمته سبحانه فيما يصنع وتدبير الأمور والتدرج والتوقيت توقيت الأشياء فهذا من الحكمة.

ولعل من الجميل هنا أيضاً في قوله: " الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " الإشارة إلى أهمية وجود القوة، وأهمية وجود العقل والفهم والحكمة في استخدامها؛ فالمؤمنون هنا أمام معركة عسكرية ومعركة حاسمة ومع ذلك سوف تلاحظ أنهم ما استخدموا السلاح إلا قليلاً، وإنما استخدموا الصبر والذكاء وحسن التدبير، واستخدموا معنى آخر أخلاقياً عظيماً؛ وهو معنى الصدق والوضوح وتجنّب الغش أو الغدر، فتحقق لهم في نهاية الأمر الانتصار. ومن هنا قال: " وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فإذا كانت هناك العزّة، كانت معها القوة والحكمة. وكأنّ هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير