تعليم للمؤمنين؛ لأنّ الله بأسمائه الحسنى يُعلمنا التخلّق بالأخلاق الفاضلة، يُعلمنا أن نكون أعزاء أقوياء، ويُعلمنا أن نكون حكماء، وأنّ القوة من غير حكمة ترتد على صاحبها، وأنّ الحكمة أيضاً من غير قوة قد تكون ذلاً وهواناً.
نهاية السورة:
أعاد التسبيح لله عزوجل التسبيح في ختام السورة فقال سبحانه: " يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " وأعاد لقب (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الذي بدأ به أول السورة إشارة إلى ربط هذه الأسماء بمجريات الواقع، ومجريات الأحوال، وأنّ أسماء الله الحسنى ليست فقط أسماء تُقال، أو تُتلى، أو تُقرأ في الصباح والمساء في الأوراد، وإن كان هذا كله مطلوباً ومشروعاً، ولكنّ أسماء الله الحسنى ُتشاهد فيما يحدث في الكون فإنّ العاقل اللبيب الفهم الفطن يلاحظ آثار هذه الأسماء الحسنى في الحياة؛ يلاحظها في نفسه، فيما يجري له من الأحوال والأمور، ويلاحظها في الآخرين إذا كان عنده يقظة في قلبه، ولم يكن ممن نسي الله فأنساه الله تعالى نفسه، فإذا ذكر الله تعالى فإنّ الله تعالى يعطيه البصيرة والعلم حتى يلاحظ آثار هذه الأسماء الحسنى في الأحداث الصغيرة والكبيرة، السياسية والعسكرية، الاقتصادية الاجتماعية، العلمية المعرفية. فيكون لله تعالى في نفسه وقلبه حضور ويكون عنده إيمان ويقظة وهذه من الأشياء التي ينتفع بها الإنسان بقراءة القرآن الكريم.
نوره السلمان
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض
دبلوم عالي
ختام السورة:-
ختم الله السورة بأسمائه الحسنى بما يناسب ما اشتملت عليه السورة؛ فقسمت إلى ثلاثة أقسام:
1_ قسم يناسب أحوال المشركين وأحلافهم اليهود المتآلبين على النبي والمسلمين، ويناسب أنصارهم من المنافقين المخادعين. وهذا القسم تنضوي تحته صفة (لا إله إلا هو) وهي صفة التوحيد، والأصل في بقية الصفات الإلهية؛ فإنّ الشرك أصل الضلالات والمشركون يغررون اليهود والمنافقين، بين يهود ومشركين تظاهروا بالإسلام.
(عالم الغيب) فإنّ الشرك الأصل فيه إنكار الغيب وبالتالي البعث والجزاء والاسترسال في أعمال الغي وأعمال السيئات وإنكار الوحي والرسالة. (الملك، العزيز، الجبار، المتكبر) تناسب ما أنزله الله تعالى ببني النضير من الرعب والخزي والبطش.
2_ متعلق بما اجتباه المؤمنون من ثمرة النصر في قصة بني النضير وتلك صفات: (السلام،المؤمن) لقوله: " فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ " (1) أي: لم يتجشم المسلمون للغنى مشقة ولا أذى ولا قتال وكذلك (الرحمن، الرحيم) لمناسبتها لإعطاء حظ في الفيء للضعفاء.
3_ متعلق بما يشترك فيه الفريقان المذكوران في هذه السورة فيأخذ كل فريق حقه. وهي صفات:
(القدوس، المهيمن، الخالق، البارئ، المصور)
المرجع:-
التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور / ص 126
حميدة إبراهيم
دبلوم عالي
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) الراوي: سعيد بن جبير المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4883 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
موقع الدرر السنية _ الموسوعة الحديثية
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10) محمد الطاهر ابن عاشور من كتاب التحرير والتنوير ج 28 ص62_ 63 (بتصرف)
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) جلال الدين السيوطي ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewauthor.asp?AuthorID=21) من كتاب أسرار ترتيب سور القران (من موقع المكتبة الإسلامية)
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) المرجع السابق
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewauthor.asp?AuthorID=20) من كتاب أسباب النزول (بتصرف) (من موقع المكتبة الإسلامية)
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) موقع هدي الإسلام (قسم القران الكريم المفاتيح الدعوية لسور القران الكريم) (بتصرف)
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) موقع هدي الإسلام (قسم القران الكريم المفاتيح الدعوية لسور القران الكريم) (بتصرف)
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) المرجع السابق