بِاللَّهِ وَكِيلاً}. والفائدة التربوية الثانية في الآية: تكمن في تعليمنا أسلوبًا من أساليب عتاب الأحبة المخلصين إذا أخطوا، وذلك بتقديم العفو قبل المعاتبة كما في قوله تعالى لرسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} .. عن عون رضي الله عنه قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة، فقال: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُم {ْ. فهذا نتعلم منه أدبًا في عتابنا للأحبة المخلصين؛ حيث لا نجعله عتابًا جافًا، بل نبدؤه بما يؤكد الحب والمودة، بل لا بأس بشيء من الثناء بالحق على جوانب الخير في المعاتب، فهذا كله من حسن المعاتبة.
قال ابن حزم رحمه الله: حالان يحسن فيهما ما يقبح في غيرهما، وهما: المعاتبة والاعتذار، فإنه يحسن فيهما ذكر الأيادي وذكر الإحسان، وذلك غاية القبح فيما عدا هاتين الحالتين؛ لأنه يصير من قصد مدح النفس.
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي .... } هذا الصنف كثير ومتلون, من ألوانه: يحلف بالله إنه لمن المخلصين. يحلف بالله إنه من الناصحين. يقدم بعض الخدمات ليخدع بها أو أنه بسيط فتستغل بساطته من قبل آخرين فالحذر من أقرب قريب ولا يحابى أحد على حساب الدين.من صفات هؤلاء أنه يشفق عليك إذا أنفقت يشفق عليك إذا جهدت ليكسب ودك وعطفك فيبث سمه. المؤمن يفرح لك إذا رآك تؤثر حق الله على حق نفسك والمنافق يغيظه ذلك لأنه لا يمكنه فعل ما فعلت فيثبطك لئلا يبقى وحده فيتعرى حاله وهذا مقامه في كل طاعة تحدثها فكن المؤمن اليقظ ولا تلين لك قناة.عزيز على رسول الله أن تتراجع بعد خطوة على طريق الصلاح والتقوى أو الإنفاق والجهاد , دائماً كن مؤثراً في المنافقين وأضعف الإيمان أن لا تتراجع.
· قوله تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ..
قال قتادة - في قولة تعالى عن الأشهر الحرم -: إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة و وزرا من الظلم فيما سواه , وإن كان اظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من أمره ما شاء. الدر المنثور
· قوله تعالى: (إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ..
قال الشعبي: عاتب الله عز وجل أهل الأرض جميعا - في هذه الآية - إلا أبا بكر رضي الله عنه.
تفسير البغوي
· قال تعالى عن المنافقين): وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى)
قال ابن عباس: " إن كان في جماعة صلى و إن انفرد لم يصل , وهو الذي لا يرجو على الصلاة ثوابا و لا يخشى في تركها عقابا ".ولو لم يكن للنفاق آفة إلا أنه يورث الكسل عن العبادة , لكفى به ذما , فكيف ببقية آثاره السيئة؟! الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة
· قوله تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ) ..
هكذا المنافق: شر على المسلمين , فإن رأى أهل الخير لمزهم , وإن رأى المقصرين لمزهم , وهو أخبث عباد الله , فهو في الدرك الأسفل من النار. والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير و أهل الدعوة و أهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قالوا: هؤلاء متزمتون , وهؤلاء متشددون , وهؤلاء أصوليون , وهؤلاء رجعيون , وما أشبه اليوم بالأمس.
ابن عثيمين: تفسير القرطبي
· قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ..
فإن قيل: كيف أعاد ذكر التوبه) ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ (وقد قال في أول الآية:
(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ)؟ قيل: ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب , وهو محض الفضل من الله تعالى , فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة , و المراد منه قبولها. تفسير البغوي
· قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ... }
جهاد الكفار بالسيف والحجة والحوار , وجهاد المنافقين بالحجة والحوار والإعراض عنهم,
¥