أهم شيء يجب أن يكون واضح عندنا أن المنافقين لا عهد لهم ولا ذمة ولا يبقون على عهد ولا يحترمون وعد , والمؤمن عكس ذلك تماما وجزاء ذلك أن لا ينفعهم استغفار رسول الله لهم.
· قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ ..... } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نار بني آدم التي توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقالوا , يا رسول الله إن كانت لكافية , فقال: فضلت عليها بتسعة وستين جزءا) .. في الصحيحين.وقال: (أن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار جهنم يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل لا يرى أن أحداً من أهل النار أشد عذاباً منه و إنه أهون عذاباً) أخرجاه في الصحيحين
· قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ ... } وهذا إن دلنا على شيء يدلنا على هوانهم على الله فأمسك عنهم حتى صلاة نبيه الذي أرسله رحمةً للعالمين , ولنا أن نتخيل مدى غضب الله عليهم ونحن اليوم نصلي عليهم لا نعلمهم ,ولكن ماذا تنفع الصلاة من نال غضب الله وسخطه , إنها آفة النفاق فكل انخراط في عمل أو في تكتل غير إسلامي يعتبر نفاقاً وكل ولاء لغير جماعة المسلمين يعتبر نفاق , وكل إمساك عن جماعة المسلمين يعتبر نفاق.
· قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى ... } إن الله رحمن رحيم يعذر عباده ولن يقع عذره إلا على من علم منه صلاحاً وصدقاً وإخلاصا وهذه الأخلاق لا يستطيعها منافق.
· قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ ... } الصدقات تطهر من الآثام وتطهر من الأمراض , وتطهر الأعمال من الفساد. فالأمراض تحتاج إلى الصدقات , والأخطاء تحتاج إلى الصدقات , والأفراح تحتاج إلى الصدقات , وما نقص مال من صدقة.
· قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ....... التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ ... }
اشترى فعل ماض , فالسعيد من كانت له صفقة بيع وشراء مع الله عزوجل. وسلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة. فالأنبياء وأتباعهم كلهم ممن باع والله اشترى ونبينا وصحابته باعوا والله اشترى , فهل نكون التجار من ورائهم , فلا يفوتك العرض وشروطه:
التوبة الصادقة , العبادة الخالصة , الحمد والشكر الخالص , الصيام عن المعاصي والمجاهدة الحقيقية , الراكعون الساجدون , الطاعة النفسية والعقلية وطاعة الجوارح , الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر الحافظون لحدود الله فلله حدود فلا تعتدوها (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) الحافظ لحدود الله هو (الذي يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب) فهذه صفات عشر:الإيمان , حفظ الحدود , النهي عن المنكر , الأمر بالمعروف , السجود وهو غاية الطاعة, الركوع (الصلاة بخشوعها) والسياحة (الصيام والجهاد) والحمد , والعبادة , والتوبة , فمن تحققت فيه هذه الصفات فهو مرشح للبيع , فعلى المربين أن يربوا على هذه الأخلاق لتروج التجارة ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
· قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ... } فالله يعلم السرائر والرسول صلى الله عليه وسلم تعرض عليه الأعمال, واؤمنون ليس لهم إلا المظهر فمن شهد له المؤمنون أنه مؤمن صالح فهو كذلك إن شاء الله , وفي الحديث من شهد له أربعون أنه مؤمن صالح فهو من أهل الجنة , وفي الحديث من الناس من إذا رؤوا ذكر الله عز وجل.
هذا طرف يسير وقليل من كثير من الآداب والفوائد التربوية في كتاب الله الكريم .. ندعو الله أن ينفعنا بها والمسلمين.
منافقو زماننا ....
وإن المتأمل اليوم ليجد أن منافقي زماننا أغلظ نفاقاً من الأولين من عدة وجوه تدل على ذلك .. وقد يوجد غيرها
وبعيد عن اتهام الناس بعينهم بالنفاق لكن الملاحظ أن هذه الصفات تتطابق مع منهج الليبراليين والعلمانيين وأفعالهم الواضحة المشاهدة من الجميع ..
الوجه الأول: المنافقون الأولون قال الله عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُون} ..
¥