ومنافقو زماننا يجاهرون المؤمنين ويصارحونهم بالاستهزاء والسخرية ويتهمون العلماء والدعاة بالسَّفه والانغلاق ويظهرون المودة والولاء والتبعية لأعداء الإسلام دون رادع من إيمان أو خوف أو ورع.
الوجه الثاني: المنافقون الأولون إذا وضح لهم خطؤهم وبين لهم حكم عملهم أو قولهم في الدين وأهله وانكشف أمرهم وحكم فعلهم وقولهم جاؤا معتذرين مظهرين الندم ملتمسين العفو كما حدث في غزوة تبوك وغيرها. ومنافقو زماننا حادوا الله ورسوله بأقوالهم وأفعالهم ولمزهم للدين وأهله وإفسادهم في الأرض وعدم الإصلاح وأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف, بدعواتهم بالاختلاط والسفور وإدخال السينما للمجتمع والدعوة لحضوره .. والدعوة للاختلاط والدعوة لإقامة الحفلات الغنائية من المنكر, وإذا نوصحوا مشافهة أو كتابة تكبروا وتغطرسوا وكتبوا النقد والردود وأوغلوا في الكبرياء وربما تعاموا عن النصح فلم يقبلوه اعتزاز بالإثم.
الوجه الثالث: المنافقون الأولون أرادوا تكوين مقر لإدارة مكرهم وكيدهم للأمة فدمر هذا المقر في أسرع وقت وافتضح أمرهم وبذلك انطفأ عن الأمة كثير من شرورهم لأنه لو تم لهم ذلك المقر والله اعلم لكان بؤرة ومرصداً لكل من يحاد الله ورسوله.
أما منافقوا زماننا فمقراتهم عديدة وجمعياتهم كثيرة تزداد يوماً بعد يوم شيدت أرصادا لمن حارب الله ورسوله ولزعزعة الدين ومسخ الأمة ليصبح هذا الكيد والمكر في جسد الأمة يطبع وينشر بالآلاف بل بالملايين و العجب إن هذا النفث السام يتقاضون عليه المليارات المليارات والأمر أن هذا الكيد والمكر يصل إلى بيوت والمؤسسات ويعم المدن والمحافظات والقرى والمراكز والهجر.
الوجه الرابع: المنافقون الأولون يعرفون بهذه التسمية فقط ومن وقع عليه هذا الوصف (منافق) أو حام حوله حذره الناس وتحرزوا من شره.
أما منافقوا زماننا فقد انطلوا على الناس وخرجوا بغير اسمهم الشرعي وذلك زوراً وبهتاناً فهم ربما كانوا أدباء – محررون – كتاب – دعاة تحرير – دعاة للفن – دعاة للتراث الشعبي – دعاة عولمة – دعاة للحداثة والتجديد للحوار- و تقمصهم ثياب الدين زيادة في التلبيس والغش والادعاء والزور ثم خلعوا هذا الثوب ومزقوه بعد انقضاء مآربهم.
الوجه الخامس: المنافقون الأولون لم يتخصصوا في الهجوم على الشريعة وأصولها بشكل محكم ومنظم فلم يعهد إنهم نظموا حملة للطعن في تعاليم الإسلام مثل وجوب الحجاب أو جواز تعدد الزوجات أو تحريم الاختلاط.
أما منافقوا زماننا فنجد من إعراضهم عن التحاكم إلى شرع الله وصد الناس عن الحكم بما أنزل الله بتدبيرهم ومجاهرتهم بالحملات المحمومة الآثمة ويتقاسمون أدوارها على عفاف المرأة وكرامتها وعلى تعدد الزوجات فلهم التنظيم المتواص على إباحة الاختلاط وشيوع الرذيلة وتعطيل الشريعة واعتراضهم على وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي من عقائد الإسلام وواجب من واجباته ونقدهم الشديد لهم ولمز المؤسسات الشرعية والخيرية وهذا المكر والهجوم يستخدم فيه التضليل بالأثير والقلم والصورة وكل وسيلة متاحة لهم. وعجباً لبعض بلاد المسلمين الذين لم يعرضوا هؤلاء حتى للمساءلة.
الوجه العاشر: المنافقون الأولون يستخفون من الناس ولا يسيتخفون من الله ويحاولون جاهدين ألا يعرفهم أحد لأنه لو ظهر أمرهم لأدبهم المجتمع المسلم بالهجر والزجر والفضح والمقاطعة ... ولحصل الحذر من التعامل معهم ولردت مقالاتهم.
أما منافقون زماننا فيعلنون مكرهم وأفكارهم وأقوالهم شاهرة ظاهرة دون حياء من الله أو حياء من الناس ولا يستخفون من احد بل يتصدرون منابر الكلمة وتبرز صورهم في القنوات الإعلامية يشاهدهم ملايين الناس بالصوت والصورة وقد شرحوا بالنفاق صدراً دون حياء أو استخفاء.
(دركات حضارية للمنافقين والمنافقات).بتصرف ... الشيخ /عبد الله بن علي الجوير
بتصرف
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8699548443554163974&pli=1&pli=1#_ftnref1) الشرك .. النفاق .. الكفر .. إعداد معهد الأمام البخاري
[2] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8699548443554163974&pli=1&pli=1#_ftnref2) - هذا النفاق فاحذروه- د/ إياد قنيبي
إعداد / ماجدة الحمادي
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض
المستوى الثاني