تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.حياك الله أخي ابراهيم.

القصد أخي ليس موضع الإجتهاد , فموضع الإجتهاد المخطيء مع أنه أضاع أجرا فالمصيب له أجران , والنبي عليه الصلاة والسلام لم يعنف من اجتهد فأخطأ , ولكنه غضب على من انتهك حرمات الله لهوى , فلما أمرهم بالصلاة في بني قريضة:

"عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا لَمَّا رَجَعَ مِنْ الْأَحْزَابِ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ"

صحيح البخاري - (ج 3 / ص 499)

ولكن هؤلاء فهموا أمر النبي بالإستعجال والأخرون قالوا لا نخالف قوله عليه الصلاة والسلام , فمسوغ الإختلاف هنا الإجتهاد في فهم النص. وهذا الأمر ليس من مقصود الموضوع , وإنما ما دخل على الناس وروج له أن الحرية بالقول , والإجتهاد مع ورود النص , والتعصب للمذهب , ثم ظهر التعصب للأحزاب والتعصب للأشخاص ,والتقليد الأعمى, وتميع الدين ليوافق المذاهب الفكرية المعاصرة كالإشتراكية والديمقراطية والليبرالية ...

أما المذاهب فإن أئمة المذاهب لم يقبلوا التقليد الأعمى , ولم يقدموا رأيهم ولا إجتهادهم على الكتاب والسنة وهنا أنقل من كتاب صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام للشيخ ناصر الدين الألباني نقله عن أعلام الأمة في ذلك:

"1 - أبو حنيفة رحمه الله

فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها:

1 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (ابن عابدين في " الحاشية " 1/ 63)

2 - (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه). (ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/ 293)

وفي رواية: (حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)

زاد في رواية: (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)

وفي أخرى: (ويحك يا يعقوب (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد)

3 - (إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي). (الفلاني في الإيقاظ ص 50)

2 - مالك بن أنس رحمه الله وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال:

1 - (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32)

2 - (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 91)

3 - قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة فقال: وما هي قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه. فقال: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع. (مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32)

3 - الشافعي رحمه الله

وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها:

1 - (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي). (تاريخ دمشق لابن عساكر 15/ 1 / 3)

2 - (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد). (الفلاني ص 68)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير