تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

النور هو تلك الحزم المستقيمة التي لا تحمل حرارة

والضياء هو الذي فيه نور ونار

النور دوماً يطلق على الهمم العالية الشفافة التي تشبه الروح. فالنور هو سمو غير مادي ولا شهواني انه روحاني شفاف رقيق معبر.فيه صدق وإيمان وتجلي وتسبيح وارتقاء

أما الضياء الذي يحوي نور ونار.فالنور للروحانيات التي أسلفنا ذكرها. والنار التي تحتوي على فائدة دنيوية تصلح للمتاع الدنيوي وما ينفع العباد بمالا يستغنون عنه. وهذا ما كانت تحتويه التوراه من علوم دنيوية إضافة للدينية وقد وصفها الله تعالى بذلك في قوله: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ

لاحظ التركيز (من كل شيء) و (تفصيلاً لكل شيء) أي علم للآخرة وعلم للدنيا متوازنان. وهذا لا يصلح معه إلا كلمة ضياء التي تحوي نفع في الدنيا وآخر للآخرة’.

ولعل قائل يقول أن القرآن أيضاً فيه منافع دنيوية وبصائر للناس عن أمور الدنيا وعمارتها. فلماذا لم يطلق على القرآن ضياء إذا كان هذا هو المقصود؟؟ والجواب: نعم في القرآن تبيان لكل شيء وموعظة وهدىً ولكن على ما فيه من تبيانات إلا أنه لا يصل الى الحجم الذي كانت عليه التوراة. فالتوراة أخذت الأمر بتخصيص أكبر وأعمّ.

إضافة الى كل ذلك فإن هناك بين شاسع في الأخلاق والطبائع بين أمتة الاسلام وأمة بني اسرائيل.فأمة محمد عليه الصلاة والسلام أمة تؤمن بالغيب (الذين يؤمنون بالغيب).وأمة اليهود أمة ماديّة تعتمد على المادة المحسوسة حتى بإيمانها. ولذلك فقد طلبوا معجزات كثيرة من موسى عليه السلام. بل أنهم طلبوا أن يريهم الله جهرة. والى آخر قصصهم الطويلة المعروفة. وبهذا فإنهم يتميزون بالجدال والحوار. ولا يستحقون بذلك وصفهم بالأمة النورانيّة الصافية. إذ إن الصفاء من أهم شرائط النور الذي لا يعلق به شيء.

هذا والله تعالى اعلم

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:49 م]ـ

ونقطة أخرى فاتني أن أذكرها: وهي أن الرسالة المحمدية هي آخر الرسلات مما يقتضي أن تستمد البشرية من نورها الى يوم القيامة وهذا معنى كلمة نور أن يعم الضوء كل أرجاء الدنيا بينما الضياء ليس له هذا الامتداد الواسع. لأنه من مصدرين: نور ونار لا يكفي إلا لأمة واحدة ودهر واحد. ولكن نور هذه الأمة المستمد من نور الله تعالى فلن يخفت الى يوم القيامة (الله نور السماوات والارض) فالقرآن نوره مستمدة من الله خالق النور ومصدر التنوير وليس من الشمس أو القمر أو أي مصدر من مصادر الضياء التي ستؤول يوماً للإنطفاء والزوال.

ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:14 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا عن هذا المجهود الطيب و لكن ألم يصف الله التوارة أيضا بالنور فى قوله تعالى ( .... قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا و هدى للناس .... ) 91 الانعام فأصبحت التوراة موصوفة بالوصفين و أما عن وصف التوراة بأنها تفصيلا لكل شئ فالقرآن تبيانا لكل شئ لقوله تعالى ( ... و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ... ) النحل 89 و الحق يا أخوانى لم أقف على الفرق بين التفصيل و التبيان و أعتقد ان الموضوع يحتاج الى بحث دقيق فى وصف القرآن و التوراة و الانجيل فى القرآن الكريم. فإن لم يك سبق اليه أحد من أهل العلم و الفضل فأنتم أهل لها ان شاء الله.

وفقنا الله لما يحب و يرضى

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:23 م]ـ

مما يوضح المعني حديث مسلم " الصلاة نور ................... والصبر ضياء "

وليراجع ماسطره الإمام النووي في شرح مسلم فإنه نفيس.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Jun 2010, 02:57 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا عن هذا المجهود الطيب و لكن ألم يصف الله التوارة أيضا بالنور فى قوله تعالى ( .... قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا و هدى للناس .... ) 91 الانعام فأصبحت التوراة موصوفة بالوصفين و أما عن وصف التوراة بأنها تفصيلا لكل شئ فالقرآن تبيانا لكل شئ لقوله تعالى ( ... و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ... ) النحل 89 و الحق يا أخوانى لم أقف على الفرق بين التفصيل و التبيان و أعتقد ان الموضوع يحتاج الى بحث دقيق فى وصف القرآن و التوراة و الانجيل فى القرآن الكريم. فإن لم يك سبق اليه أحد من أهل العلم و الفضل فأنتم أهل لها ان شاء الله.

وفقنا الله لما يحب و يرضى

أخي خالد بارك الله بك

لقد غلبتني والله بارك الله بك. ولقد نسفت قولي من أوله بالحق والبرهان. مما يجعلني أن أنسحب شاكراً لك وحامداً لله. وأسأل الله تعالى أن يفتح عليك فتستخرج تلك الحكمة من تلك الألفاظ.

والله يا أخي ليس لنا من إثارة تلك المواضيع إلا الفائدة المرجوّة. والأصل أن نلتزم بأدب الحوار وأصوله للوصول الى الحق ولذلك فإني كلامي السابق ليس صحيحاً وأتبرّأ منه جملة وتفصيلاً. وأدعو كل من شارك بهذا الموضوع أن يتراجع عن قوله في ضوء تلك الآية التي ذكرتها يا أخي والتي تصف التوراة أيضاً بأنها نور. فالسؤال أصلاً قد نسف من أوله وبحاجة الى إعادة صياغة. أشكرك أخي على هذه الفطنة وبارك الله بك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير