تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jun 2010, 01:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

بين متين العلم ومُلَح التفسير

جدت في عصرنا مصادر جديدة للتفسير، منها الإعجاز العلمي والعددي، ولا يزال الباحثون في الدراسات القرآنية مختلفين في اعتماد هذه المصادر، فبعضهم يعتمدها – وهم الجمهور – وبعضهم يرفضها.

وجميع هذه الأنواع تعود في الحقيقة إلى دلالة الإشارة، ودلالة الإشارة عند الأصوليين هي: دلالة اللفظ على معنى لا تتوقف صحة الكلام عليه، ولم يقصده المتكلم،

المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف؛ بل يقولون إن الإشارات القرآنية إلى المعاني "العلمية" و"العددية" مقصودة باللفظ القرآني؛ ويبالغ كثير منهم فيقول إنها هي أهم مقاصده شأنهم في ذلك شأن الحروفيين القدماء من الصوفيين وغيرهم.

والملاحظ على الإعجاز يمكن تلخيصه في نقاط:

1 - أنه استحداث لمعان جديدة لا يدل عليها اللفظ القرآني بحسب لغة العرب الذين أنزل فيهم القرآن.

2 - أن هذه المعاني لم يقل بها أحد من السلف الصالح على الأقل بتفاصيلها الموجودة اليوم حتى لا يجادل أحد بكروية الأرض عند ابن تيمية رحمه الله تعالى ونحو ذلك.

3 - أن اعتماد الإعجاز في الأساس على نظريات علمية يسميها بعضهم "حقائق" علمية، دون أي برهان علمي؛ مع أن النصارى الذين وضعوها رجع المحققون منهم عن أكثرها.

وقد نوقش هذا الموضوع مرات عديدة في هذا الملتقى؛ فلمن يريد أن يراجع ما قيل فيه الرجوع إلى روابطه.

وجزاك الله خيرا على الفائدة.

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 04:57 م]ـ

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على المشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.

وقول فضيلتكم:

"المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف"

يدل على أن التوفيق بين الطرفين غير مستحيل؛ وأن السبب الأساس للخلاف هو عدم احترام بعض الأطراف للأسس المنهجية، فلو التزم بها الجميع لضاقت شقة الخلاف، ولأمكن أن تنجح وساطة ابن عطية بين الحزبين.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:19 م]ـ

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على المشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.

وقول فضيلتكم:

"المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف"

يدل على أن التوفيق بين الطرفين غير مستحيل؛ وأن السبب الأساس للخلاف هو عدم احترام بعض الأطراف للأسس المنهجية، فلو التزم بها الجميع لضاقت شقة الخلاف، ولأمكن أن تنجح وساطة ابن عطية بين الحزبين.

جزاك الله خيرا.

أخي الكريم: لقد حاورت كثيرا من أهل الإعجاز وخاصة العلمي - فالعددي لا أسميه إعجازا أصلا - وما استنتجته من تلك الحوارات هو:

1 - أنه لا توجد ضوابط دقيقة لما يسمى بالإعجاز العلمي.

2 - أن بعضهم حاول وضع ضوابط علمية؛ لكنها فسدت بسببين:

أ - أنهم لم يلتزموا بها، في قراءتهم "العلمية" للقرآن الكريم.

ب - أن تلك الضوابط في حد ذاتها لم تكن كافية للحذر من الوقوع في المحذور من القول في القرآن الكريم بمحض الرأي الذي لا يستند إلى لغة أو كتاب أو سنة ..

والذي أميل إليه أنه ينبغي أن تكون لجنة من أهل العلم وتدرس وضع ضوابط دقيقة مبنية على أصول التفسير ومنضبطة بضوابطه.

وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:20 ص]ـ

بحث شائق رائق استاذنا الفاضل د. أحمد خاصة مع طعمه الأصولي في دلالة الإشارة ..

و لكن يا سيدي الكريم:

إن سميتها ملحاً فإن تلك الملح اليوم لهي أهم من كثير من متين التفسير بكثير ,

ففائدتها مزدوجة في تقوية إيمان المؤمنين , و في دعوة غير المسلمين إلى القضية المركزية للقرآن: التوحيد!

ثم إنها عند اصحابها مصداق قول سيدنا رسول الله صل1:

" لا تنقضي عجائبه "!!

فهي في هذا المجال أمتن من متين التفسير

وظيفةً و دلالةً و تصديقاً!

حتى الصحابة رضي الله عنهم - من بعد ما رأوا الآيات - كان صل1 يدعوهم احياناً ليشهدوا من جديد معجزة أخرى!

و " لو تدومون على ما أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات "!

و حبذا لو ترجع أستاذنا العزيز إلى الحدث العجيب الذي جعل رئيس فريق بحث ياباني يسلم بسرعة و هو يبحث في التين و الزيتون!؟!

و بارك الله فيكم.

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:27 ص]ـ

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.

وأنا أوافق فضيلتكم تماما على ما قلتموه عن مكانة الإعجاز العلمي والعددي ودورهما في تقوية الإيمان وهداية الكفار؛ قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، وقال تعالى: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها"، وفي المثال الذي ذكرتموه عبرة لمن يعتبر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير