ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:34 م]ـ
أبشر أبا عبد الله، سيتم التعديل إن شاء الله، وقد قيدتها على نسختي لتداركها إن شاء الله في الطبعة القادمة.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:20 م]ـ
الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
· المبحث الأول: الجمع النبوي للقرآن
· المبحث الثاني: الأدلة من القرآن المكي
· المبحث الثالث: الأدلة من الحديث والسيرة النبوية
المبحث الأول: الجمع النبوي للقرآن
حقيقة الجمع النبوي للقرآن
نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً طيلة ثلاثة وعشرين عاماً، وفي تنجيمه حِكَمٌ كثيرة هي ليست محل البحث هنا.
وخلال فترة النزول القرآني كانت عملية جمعه تتم بموازاة نزوله، لا تتأخر عنه في شيء، حتى إذا انتهى النزول كان القرآن مجموعاً مكتمل الجمع بمعان عدة لهذا الجمع، تشمل الجمع في الصدور والكتابة في الصحف والترتيب في الآيات والسور (1).
وعليه، فإن عملية جمع القرآن الكريم أو حفظه سواء كان في مكة أو المدينة كانت تتم بطريقتين كل واحدة منهما كفيلة بحفظ القرآن لو انفردت فكيف بهما وقد اجتمعتا، وهو ما لم يتوفر لكتاب من الكتب وعلى مر التاريخ البشري، يقول الإمام الرازي في هذا الصدد: >واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير، إما في الكثير منه أو القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات< (2).
ويظهر هذا في أشهر اسمين للقرآن الكريم وهما: القرآن والكتاب. ويتبين من الاسمين ـ القرآن والكتاب ـ أن كلاً منها يقصد به الجمع، أي جمع بعض الأشياء إلى بعض.
فالقراءة: عبارة عن جمع الحروف في الفم ثم النطق بها، وهو ما يسمى بالجمع الصوتي للقرآن الكريم. والكتاب كما سيظهر عن قريب عبارة عن جمع الحروف والكلمات في السطور. يقول الإمام ابن قتيبة: >وأصل القراءة: جمع بعض الحروف إلى بعض. وإنما سمي القرآن قرآناً لاجتماع بعض سوره إلى بعض. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (1). أي: إذا جمعناه، فاتبع جمعه. ويقال: إذا ألَّفناه (2).
يقول دراز: >روعي في تسمية ـ القرآن ـ قرآناً كونه متلواً بالألسن، كما روعي في تسميته كتاباً كونه مدوناً بالأقلام ... وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد، أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعاً، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى. فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، والمنقول إلينا جيلاً بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة. ولا ثقة بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر< (3).
وفي تسميته بالكتاب إشارة إلى جمعه في السطور، لأن الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ ... وسمي هذا الوحي بالكتاب وبالقرآن لامتياز الوحي المحمدي في مراحله كلها بهذه العناية المزدوجة في صيانة نصوصه وحفظ تعاليمه منقوشة في السطور، مجموعة من الصدور (4).
ومعلوم أن الجمع في لغة العرب يطلق ويراد من بين دلالته الحفظ والاستظهار في الصدور. وقد يطلق ويراد منه الكتابة والتسجيل في الكتب. فكلمة جمع القرآن تطلق تارةً ويراد منها حفظه واستظهاره في الصدور. وتطلق تارةً أخرى ويراد منها كتابته كله حروفاً وكلمات وآيات وسوراً. هذا جمع في الصحائف والسطور وذاك جمع في القلوب والصدور (5).
وقال الزركشي: >فإن معاني جمع القرآن تتلخص في أربعة: الحفظ في الصدور ـ الكتابة في الصحف المتفرقة ـ الترتيب للآيات والسور ـ الجمع في مصحف واحد (6).
وكتابة القرآن في الصحف والسطور مرت بثلاثة أطوار وهي:
كتابته في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو ما سيدور البحث حوله ـ. وكتابته في عصر أبي بكر رضي اللّه عنه. وكتابته في عصر عثمان رضي اللّه عنه (1).
¥