تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تكن قد جمعت ولا اكتملت، لأن بعضها نزلت بالمدينة بعد الهجرة< (1). إضافةً إلى ذلك فلم يقل أحد أن القرآن الكريم كان كله مكتوباً عندما اطلع عليه عمر بن الخطاب في بيت أخته، وإنما كل ما في الأمر أنه اطلع على صحيفة من الصحف التي كانت متداولةً بين المسلمين آنذاك.

وبعد هذا لا يلتفت إلى ما قاله MONTOGOMERY WATT من قوله: >من المعروف أن أجزاءً من القرآن قد كتبت، ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب، يقال: أنه وجد مع أخته وزوجها اللذين أسلما سورة طه مكتوبة في صحيفة، فقرأها عمر بنفسه بعد أن طلب منهم أن ينظر فيها. فإذا ما وثقت هذه القصة ـ وهو أمر غير مؤكد ـ فإنها تبين أن أجزاء من الوحي قد كتبت في منتصف الفترة المكية< (2).

3. قصة إسلام لبيد بن ربيعة

الشاعر المعروف المخضرم، كان من الذين اشتهروا في الجاهلية بمعرفة الكتابة والقراءة ـ وقد تمَّ التطرق إلى معرفته وابنته للكتابة والقراءة ـ. وقصة إسلامه شبيهة بقصة إسلام عمر بن الخطاب في تأثره بأسلوب القرآن الكريم. حيث يقال إن سبب إسلامه أنه: >كانت هناك قصيدة شعرية له، واعتبرت هذه من أعظم ما قيل من الروائع في بلاد العرب على عهد محمد صلى الله عليه وسلم، لم يجرؤ أحد من الشعراء الآخرين على تقديم أي شيء منافس لها، إلى أن علقت بعض آيات القرآن من سورة قرآنية بجانبها، ولم يكد لبيد ـ وهو الوثني ـ يقرأ أولى تلك الآيات حتى بهره الإعجاب بما قرأ، وأعلن اعتناقه الإسلام في الحال، وقال: إن كلاماً كهذا ليس من قول البشر، وإنه ولا شك وحي إلاهي< (3).

4. خبر رافع بن مالك

سيأتي في الفصل الخامس أن بعض الصحابة ولا سيما من الأنصار قاموا بنقل القرآن المكي من مكة إلى المدينة قبل الهجرة، من ذلك ما جاء من أن رافع بن مالك هو الذي حمل القرآن المكي المكتوب إلى المدينة المنورة.

5. قصة سراقة بن مالك

نجد النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأخطر اللحظات من حياته التي تمثل نقطة الانعطاف في مسيرة الدعوة الإسلامية، ألا وهي لحظة الخروج من بيته مهاجراً إلي المدينة. وقد أحاط المشركون ببيته لينالوا منه، واستمرت مطاردتهم له، وأعلنوا عن مكافأة كبيرة لكل من يأتي به صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً، مع كل هذه المخاطر نجده صلى الله عليه وسلم يحمل معه ضمن الأشياء القليلة التي حملها معه إلى المدينة كامل أدوات الكتابة، ونجد أن بعض كتاب الوحي بقوا ملازمين له وملتفين حوله لتسجيل كل آية توحى إليه، فنجد أن كلا صاحبيه صلى الله عليه وسلم في الهجرة أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة كانا من الكتبة المعروفين. ويدل على ذلك قصة كتاب الأمان لسراقة بن مالك بن جعشم. فقد روى البخاري في كتاب بدء الوحي، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة على لسان سراقة: > ... فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم. ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن اللّه سيظهر أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الديَّة. وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يَرزَآني، ولم يسألاني إلا أن قال: اخف عنّا. فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم، ثم مضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم < (1).

وللأستاذ محمد صبيح كلام مضطرب في موضوع كتابة القرآن المكي، ولأهميته ينقله الباحث بطوله حيث يقول: >ولكننا نقلب ما بين أيدينا من مراجع لكي نظفر بصورة دقيقة واضحة عن طريقة كتابة الوحي في الفترة المكية التي استمرت نحو ثلاثة عشر عاماً فلا نكاد نظفر بشيء يستحق الذكر ... حقيقة كان هؤلاء الصحابة الذين ذكرنا ـ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير ـ بجوار النبي، بعضهم منذ الدقيقة الأولى والبعض أسلم بعد سنين، ولكن وجودهم لا يدل على أنهم كانوا يقومون بمهمة تدوين القرآن في الفترة المكية ... وذلك أن هذه الفترة كانت فترة اضطراب عنيف في حياة الإسلام، فقد كان معتنقوه قلة قليلة جداً تعد بالعشرات وكانت قريش تلاحقهم بأذاها المتصل وتضيق عليهم الخناق، فهل يمكن أن نفرض وجود نظام ثابت لتدوين الوحي في هذه الفترة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير