وكما قلت مرار وتكرارا أنا أفهم الكلمة تبعا للأصل اللساني الذي جاءت منه, أما هم فيجعلون أحد معانيها أصلا ثم يقولون أن ما عداه مجاز!
ويجعلون للاسف كما ان الحقيقة للمحسوسات وهو الاصل ويجعلون المعانى الفرعية وهى المعنويات وهو الجبن والخوف والحقد والحسد مجاز
من الذى اعطى لهم الحق فى اعطاء الاصل وهو الوضع الاول للحسيات والوضع الثانى للمعنويات الاقرينة فقط وهو العقل لانهم لايقبلون ان يكون من اضافة الله لتلك الاشياء الحس وهو حق وكلامة حق
اما بخصوص المرض ما هى القرينة التى صرفتها من الحقيقة الى المجاز وما هى العلاقة بين الحقيقة والمجاز لايوجد قرينة ولا علاقة
أصل كلمة المرض في اللسان يدل على الضعف والخفوت وعدم الانتظام, وبالضد تتبين الاشياء (لاحظ
أنها عكس: ضرم) ومن ثم فإذا كان في قلوبهم ضعف إيمان ويقين وعدم ثبات على حال وإنما تنقل من حال لآخر ففي قلوبهم مرض!
قالل ابن فارس (المرض أصلٌ صحيح يدلُّ على ما يخرج به الإنسان عن حدِّ الصّحَّة)
فهو فى قلوبهم مرض وهو الغل والخوف والحقد و ان تلك المعانى للمرض على حقيقتها لانها انفعالات فى القلب فكما قلت الخوف هو ارتفاع نسبة الادرينالين فى الدم فهو انفعال فى القلب وكذلك الحقد والحسد مثلة مثل الغضب وهو غليان الدم فى القلب وكذلك الغل والحقد كلها انفعالات حقيقية تظهر على المنافقين لان الاصل فى صحة القلب هو تزكية القلب عن تلك الانفعالات التى تنافى الايمان وخروج القلب عن ذلك مرض للقلب وهو حقيقى لذلك فزادهم الله رعبا والقى فى قلوبهم الرعب والخوف حتى يصل القلب الى الخروج عند حد الاعتدال وقد ذكر الله ان الله القى فى قلوبهم الرعب والخوف فى ايات كثيرة وتلك هى الزيادة واصل المرض الاول من عندهم اما المرض الثانى فزادة الله من عندة ويتناسب مع الاضافة مثل قوله نار الله الموقدة النار تتناسب مع الاضافة وهو الله نار عظيمة كذلك المرض الثانى التى زادة الله لهم مرض لايعلم عظمتة الا الله لان النكرة اذا اعيدت كانت الثانية غير الاولى فالمرض الاول غير المرض الثانى بل الثانى اعظم وهى الزيادة من عند الله والمرض بالرفع ليس هو المرض بالنصب ..
المرض بالرفع مرض حاد ووموضوع في المكان ومحدود جغرافيا أما المرض بالنصب فهو مفتوح على الزمان ولا حدود له جغرافية وعذابه أبدي لا ينقطع وان تقطعت القلوب الطامعة نفسها من سوء العذاب وشدته.
فالعلاقة الوطيدة بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية أصبحت جد معروفة في وقتنا الحاضرلدرجة أن أصبح معروفا حتى لغير المتخصصين الدور الأساسي والرئيسي للمرض النفسي في حدوث المرض العضوي وأن هذا الأخير ما هو الا نتيجة مباشرة للمرض النفسي .. على السبيل هناك مثالا واضحا وهو مرض السرطان وهو مرض فتاك ويقتل الآلآف من الناس بوتيرة مهولة .. لماذا لم يجدوا له دواء كيميائيا لحد الآن بالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي وصل اليه الباحثون في هذا المجال؟
ويبقى فهم الايات على الحقيقة لان الاصل النظر فى السياق والسابق والاحق للاية وان مرد ذلك الى استعمال النظام القرانى فى اصل اللسان العربى لا الى المجازات العقلية