عدد آياتها: وهي سبعُ آياتٍ كما دلَّ عليه قولُه تعالى +سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي_ وفسرها النبي خ بالفاتحة كما سبق، ونقل غيرُ واحدٍ الاتفاق على أنَّها سبعٌ منهم ابنُ جرير الطبري، وفيه خلاف شاذ.
معاني كلماتها:
الْحَمْدُ: الثناء بالجميل مع الحب والإجلال للممدوح، وبدون ذلك يُسمى مدحاً لا حمداً.
اللَّه: علم على الذات العلية المقدسة، أي المألوه وهو المعبود الذي تألههُ القلوب فتعبده سبحانه، ولم يتسمّ بهذا الاسم غيره جل وعلا.
رَبِّ: الرب هو الذي يربي غيره بنعمه وعنايته.
الْعالَمِينَ: جمع عالَم، وهو كل موجود سوى اللّه تعالى.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: صفتان للّه مشتقتان من الرحمة، والرحمن: صيغة مبالغة أي: عظيم الرحمة، وهو اسم عام في جميع أنواع الرحمة لكل المخلوقين بلا استثناء، وأما الرحيم فهي أخص كما قال تعالى + وكان بالمؤمنين رحيماً _.
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: أي مالك يوم الحساب والجزاء، وخص لفظ (الدين) من دون الأسماء الأخرى ليوم القيامة لأن المقصود التنويه بما يكون في ذلك من المجازاة والمحاسبة التامة الشاملة.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ: أي نخصك بالعبادة ولا نعبد غيرك، والعبادة هي: الطاعة والتذلل.
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: أي نخصك بطلب المعونة، فأنت مصدر العون والفضل والإحسان.
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ: عرِّفنا ودلنا يا رب إلى الطريق المعتدل، الذي هو أقرب الطرق الموصلة إليك وإلى جنتك.
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ: طريق من أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ: لا تجعلنا من المغضوب عليهم: وهم الذين عرفوا الحق فلم يعملوا به. ولا من الضالين: الذين لم يعرفوا الحق فعبدوا الله بجهل.
«آمين»: أي استجب دعاءنا يا ربنا، وهي ليست من القرآن.
وقد أخرج الأئمة الستة عن أبي هريرة ت أن رسول اللّه خ قال: «إذا أمّن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه».
يتبع بإذن الله،،
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[23 Jun 2010, 05:13 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.
فكم نحن بحاجة لتدبر هذه السورة العظيمة، وأن نقف مع كل آية منهابقلوب واعية.
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم):لولا احتياج العبد ليلا ونهارا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك؛ فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها وازدياده منها واستمراره عليها. (1/ 139)
نسأل الله تعالى أن يهدينا ويعفو عنا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jun 2010, 07:57 ص]ـ
ما رأيك بلفظ (الله) ولفظ (آمين) هل هما عربيان أم أعجميان؟؟؟ وبارك الله بك
ـ[عصام العويد]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:00 م]ـ
- إشارات إلى بعض ما تحويه سورة الفاتحة من العلوم:
1 - مقصود السورة: السورة هي أم القرآن كما وصفها النبي خ بذلك فهي جامعة لكل علومه، ولذا كانت الفاتحة مبنية على معاني الكمال والشمول لحق الخالق ومصلحة المخلوق، فتأمل ــ سلمك الله ــ هذه المعاني في أم القرآن:
أ) نصفها الأول: مبنياً على إثبات استحقاق الله تعالى واختصاصه بالكمال المطلق، فإن قوله تعالى: +الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ _ يتضمن الأصل الأول، وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
ب) ونصفها الثاني: مبنياً على ما يحقق للعبد كماله البشري، ويُوفي له بقضاء حاجاته، ونيل سعاداته في الدنيا والآخرة، وهذا ظاهر بما حققته من المعاني والوجوه التي تضمنها قوله + اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ... _، فهو بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلي الاستقامة إلا بهداية ربه له ().
ويتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلي الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلي الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل ().
¥