أولاً ثم تعال إلى الإسلام. إذا أراد اليهودي أن يدخل في الإسلام يدخل. هؤلاء الجن كانوا من الجن الذين يعرفون دين موسى عليه السلام والذي يعرف دين موسى فقط إذا كان يهودياً لا يعترف بعيسى لأنهم حاولوا قتله. لو إعترفوا به نبيّاً ما صلبوا هذا المشبّه وقتلوه على أنه عيسى عليه السلام وقتلوا من وراءه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة) لذا قالوا (من بعد موسى) كانوا يهوداً ودخل الإسلام في قلوبهم فإذن من موسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ينتقلون. بعد أن دخلوا في الإسلام وعندما يقرأون القرآن عند ذلك يجب أن يؤمنوا بأن عيسى عليه السلام كان نبيّاً لأنه حتى يكتمل إيمان المسلم ينبغي أن يؤمن بما ورد في كتاب الله عز وجل وفي كتاب الله إثبات نبوة عيسى عليه السلام.
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا) حضروه بمعنى حضروا القراءة. كان صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فقالوا أنصتوا فلما إنتهت القراءة ولّوا إلى قومهم منذرين. لما ننظر في مسؤولية المؤمن، من يؤمن بهذا الدين سمعوا آيات فانطلقوا بها ونحن نسأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما أدخل أول خمسة في الإسلام (أول من أقام الصلاة ثمانية جباه تسجد لله خمسة منها جاء بها أبو بكر وجبهة أبو بكر وجبهة علي وجبهة زيد بن حارثة) ماذا كان عند أبي بكر من معلومات إسلامية؟ آيتين أو ثلاث لكن إنطلق بها كذلك الجن ولهذا بعض الناس لما تقول له إنصح جارك يقول لك ليس عندي علم. هذا العلم الذي عندك أن الصلاة واجبة وأنالصوم واجب وأن الربا حرام هذا يكفي وأكثر مما كان عند أبي بكر. (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) أي لما دخل الإيمان في قلوبهم إنطلقوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام.
************************************************
د. فاضل السامرائي:
هذا كلام الجن ويقال هؤلاء من اليهود الذين لا يعترفون بالإنجيل أصلاً. هنالك من آمن به وإن لم يُرسل إليهم. هناك جن يهود ونصارى أتباع عيسى وموسى قالوا هؤلاء من اليهود، لم يعترفوا بعيسى شأن البشر. (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا (130) الأنعام) هم كلهم مكلفين (الثقلان). قالوا هؤلاء من اليهود فلم يعترفوا بعيسى. ثم هنالك أمر آخر النصارى يعترفون بالتوراة ويعتبرون أنهم مكلفون بما جاء فيه لأن عيسى عليه السلام قال ما جئت لأنقض الناموس والنصارى يعتقدون بصحة ما جاء في التوراة ويعتبرون نفسهم مكلفين بما هو فيه. إذن هؤلاء الجن من اليهود الذين لا يعترفون بعيسى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Dec 2010, 07:19 م]ـ
الظاهر أن الحكم بأن هؤلاء الجن كانوا يهودا يحتاج إلى دليل يمكن الاستناد إليه؛ وهو معدوم هنا حتى الآن.
والقول بأنهم كانوا يجهلون مجيء عيسى عليه الصلاة والسلام أيضا يحتاج إلى صحة الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما فإن صح فبها ونعمت وإلا فهو أمر بعيد جدا.
وأقرب الأقوال في نظري إلى الحق ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله تعالى وتبعه فيه من بعده من المفسرين كابن عاشور وغيره وهو أن الإنجيل كالمكمل للتوراة وأنه لا يحوي تشريعا كثيرا؛ وغالب ما فيه مواعظ وترقيقات ولذلك أغفلوا ذكره لأنه لا يساوي المذكورين "التوراة والقرآن" من حيث كثرة التشريعات وتشعبها ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[19 Dec 2010, 07:20 م]ـ
سمعت قولا في هذا الصدد لأحد علماء الأزهر قال فيه: لأن رساله عيسي عليه السلام كانت متممه لرساله موسي عليه السلام، ولم ينسب قوله لأحد المفسرين، وقال بأن الجن تكلم مميزا بين الرسالتين، فهل أجد إحاله من أحد من إخواني لهذا القول أم أنه خالف في ذلك، أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Dec 2010, 08:01 م]ـ
يظهر ـ والله أعلم ـ أن الآية تحدثت عن موسى عليه السلام وليس عن التوراة أو الإنجيل لأسباب منها:
- أن موسى عليه الصلاة والسلام هو أعظم أنبياء بني إسرائيل، وشريعته هي الأصل عند من جاء بعده، لذا فإن علةَ الحديث عن موسى عليه الصلاة والسلام لا عن غيره تكون لتلك المكانة له عليه الصلاة والسلام.
- أن يكون هؤلاء الجن وأقوامهم أتباعاً لشريعته عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك بعض المفسرين، وهو قويٌّ جداً.
- أن الجن قد قالوا: (مصدقاً لما بين يديه) ولم يخصصوا التوراة دون غيرها، فكلامهم يعمُّ جميع ما نزل من الكتب قبل القرآن الكريم؛ لذلك يبعد ـ والله أعلم ـ أن يجهل الجنُّ شريعةَ عيسى عليه الصلاة والسلام، وقد كانت ظاهرة جداً في ذلك الوقت.
والله أعلم،،،
¥