تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مني لملوم]ــــــــ[23 Dec 2010, 09:41 م]ـ

سمعت قولا في هذا الصدد لأحد علماء الأزهر قال فيه: لأن رساله عيسي عليه السلام كانت متممه لرساله موسي عليه السلام، ولم ينسب قوله لأحد المفسرين، وقال بأن الجن تكلم مميزا بين الرسالتين، فهل أجد إحاله من أحد من إخواني لهذا القول أم أنه خالف في ذلك، أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

تفسير ابن كثير:

ثم إنه تعالى فسر إنذار الجن لقومهم فقال مخبرا عنهم " قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى " ولم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة فالعمدة هو التوراة فلهذا قالوا أنزل من بعد موسى وهكذا قال ورقة بن نوفل حين أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقصة نزول جبريل عليه عليه الصلاة والسلام أول مرة فقال بخ بخ هذا الناموس الذي كان يأتي موسى يا ليتني أكون فيها جذعا " مصدقا لما بين يديه " أي من الكتب المنزلة على الأنبياء قبله.

فتاوي ابن تيمية:

مسألة: الجزء السادس عشر [ص: 43] سُورَةُ الْأَحْقَافِ سَأَلَ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ قَوْله تَعَالَى (((وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1628&idto=1629&bk_no=22&ID=1031#docu)))) فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ أَنَّ مَا قَبْلَ كِتَابِنَا إلَّا الْإِنْجِيلَ فَقَالَ الْآخَرُ: عِيسَى إنَّمَا كَانَ تَبَعًا لِمُوسَى وَالْإِنْجِيلُ إنَّمَا فِيهِ تَوَسُّعٌ فِي الْأَحْكَامِ تَيْسِيرٌ مِمَّا فِي التَّوْرَاةِ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَقَالَ: كَانَ لِعِيسَى شَرْعٌ غَيْرُ شَرْعِ مُوسَى وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: (((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا))) ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1628&idto=1629&bk_no=22&ID=1031#docu) قَالَ: فَمَا الْحُكْمُ فِي قَوْلِهِ: (((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ))) ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1628&idto=1629&bk_no=22&ID=1031#docu)؟ فَقَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ حُجَّةً.

الحاشية رقم: 1فأجاب شيخ الإسلام رحمه الله قد أخبر الله في القرآن أن عيسى قال لهم: (((ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1628&idto=1629&bk_no=22&ID=1031#docu)))) فعلم أنه أحل البعض دون الجميع وأخبر عن المسيح أنه علمه التوراة والإنجيل بقوله: (((ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1628&idto=1629&bk_no=22&ID=1031#docu)))) ومن المعلوم أنه لولا أنه متبع لبعض ما في التوراة لم يكن تعلمها [ص: 44] له منة ألا ترى أنا نحن لم نؤمر بحفظ التوراة والإنجيل وإن كان كثير من شرائع الكتابين يوافق شريعة القرآن فهذا وغيره يبين ما ذكره علماء المسلمين من أن الإنجيل ليس فيه إلا أحكام قليلة وأكثر الأحكام يتبع فيها ما في التوراة ; وبهذا يحصل التغاير بين الشرعتين.

ولهذا كان النصارى متفقين على حفظ التوراة وتلاوتها كما يحفظون الإنجيل ; ولهذا لما سمع النجاشي القرآن قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتيه قال هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير