ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jun 2010, 05:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
هناك نقاط لابد من وضعها بعين الاعتبار عند مناقشة هذه المسألة:
1 - ألم يجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ورضي الصحابة رضي الله عنهم بم حصل فهل ينفصل هذا الإجماع عن الإجماع الذي حصل في عصر عثمان رضي الله عنه باعتبار المصحف الذي جمع في ذاك الوقت والذي كان عند أم المؤمنين حفصة هو الذي سيوزع على الامصار للمصلحة.
2 - وما هو الفرق بين الإجماع، وسن السنة الحسنة، وكون عثمان رضي الله عنه في فترة الخلافة الراشدة، وهذا مع وضعنا لأثر " عليكم بسنتي وسنة الخلفء الراشدين من بعدي .. " بعين الاعتبار أيضا.
والله أعلم.
وللفائدة قال أحد الباحثين:
وقد دلت عامة الروايات على أن أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، أبو بكر رضي الله عنه عن مشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذي قام بهذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر.
قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه.
فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.
والذي عليه أكثر أهل العلم أن أولية أبي بكر رضي عنه في جمع القرآن أولية خاصة، إذ قد كان للصحابة مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر، إلا أن تلك الجهود كانت أعمالاً فردية، لم تظفر بما ظفر به مصحف الصديق من دقة البحث والتحري، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حد التواتر، والإجماع عليها من الصحابة، إلى غير ذلك من المزايا التي كانت لمصحف الصديق رضي الله عنه.
ونختم هذا المقال بما رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال:
رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) رواه مسلم. ثم قال: فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة.
ينظر كتاب:
جمع القرآن في مراحله التاريخية لمحمد شرعي أبو زيد
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 Jun 2010, 08:38 ص]ـ
شكر الله للإخوة الفضلاء.
الذي ظهر لي من قول مصعب بن سعد (أدركت الناس متوافرين) أنه حكاية لموقف الكثرة الكاثرة من فعل عثمان رض1، وليس مراده حكاية الإجماع كما فهم صاحب الموضوع الأستاذ خالد، لأن كلمة (متوافرون) لا تعني (مجمعون)، وأن موقف ابن مسعود رض1 وإن كان مخالفا لموقف الكثرة لكنه لم يغير شيئا من واقع موافقتهم لعثمان رض1، فكان تعبير مصعب حكاية لواقع الكثرة الذي لم يتغير بمخالفة ابن مسعود، وكثرتهم وإن كانت لا تفيد الإجماع لحصول المخالفة من ابن مسعود رض1، لكنها تفيد أن فعل عثمان الذي ارتضته الكثرة حجة أو - على الأقل - إثبات استمرار التوافر والموافقة على فعل عثمان رغم موقف ابن مسعود
وأما لفظة (لم ينكر ذلك منه أحد) فقد وقعت في بعض الروايات بصيغة الشك (أو قال) ولذا أعرضت عنها
والله أعلم