تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· سبب القلة في مرويات التفسير عن النبي صلي الله عليه وسلم وكثرته عن الصحابة رضي الله عنهم:

1ـ أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهابون سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2ـ أنهم كانوا يعلمون أكثر معاني كلام الله جلّ وعلا وذلك لأنّهم رضي الله عنهم شهدوا التنزيل ومشاهدة التنزيل ومعرفة أسباب النزول تورث العلم بمعاني الآيات، كما هي القاعدة عند أهل العلم أنّ ((معرفة السبب يورث العلم بالمسبب)).

3ـ أنهم كانوا يلازمون النبي صلي الله عليه وسلم فمعرفتهم بالسنة أكثر من غيرهم والسنة ـ كما هو معلوم ـ مفسرة للقرآن.

4ـ ما يعلمونه من تنوع الأحرف وأنّ الآية يأتي لها تفسير في الحرف الآخر من القرآن، فمثلا: قوله جلّ وعلا {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهنّ حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} في أولها قال: {ولا تقربوهنّ حتى يطهرن} فهل يكتفي في جواز إتيان المرأة الحائض أن تطهر أم لابدّ أن تغتسل؟ فهذا له تفسير في القراءة الأخرى {ولا تقربوهنّ حتى يطّهرن ((بتشديد الطاء)) فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون في الآية التي يحتاجون إلى تفسيرها إلى موضع آخر أو إلى قراءة أخرى فيتضح المعنى لهم وهم أهل تدبر للقرآن لامتثالهم قول الله جلّ وعلا: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.

5ـ علمهم بلغة العرب لأنّ القرآن أنزل بلسان عربي مبين ومن سبل فهم هذا القرآن أن يكون المتدبر له على علم بلغة العرب قال جلّ وعلا: {وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم} وقال: ((نزل به الروح الأمين 0 علي قلبك لتكون من المنذرين 0 بلسان عربي مبين))

· التفسير في عهد الصحابة والتابعين: بعد عهده عليه الصلاة والسلام كثر التابعون واحتاج الناس إلى أن يفسر لهم القرآن , وسبب زيادة التفسير في عهد الصحابة عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الحاجة دعت إليه، وذلك أنّ الصحابة كانوا يشهدون التنزيل ويعلمون كثيرا من السنة ويعلمون الأحرف وذلك بخلاف زمن التابعين فإنهم كانوا أقل في ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم فلذلك احتاجوا إلي تفسير الصحابة رضي الله عنهم. ..

· مصادر الصحابة في التفسير:

مصادر الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير عدة فمن مصادرهم:

1/ القرآن بأحرفه السبعة لأنّ القرآن مثاني يفسر بعضه بعضا.

2/ السنة فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم فسر لهم آيات تنصيصا وسنته تفسر لهم آيات كثيرة من القرآن لا على وجه التنصيص.

3/ أسباب النزول، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه ((ما من آية أنزلت إلا وأنا أعلم متى أنزلت، وأين أنزلت، والله لو أنّ أحدا على ظهر الأرض عنده علم بالقرآن، ليس عندي تبلغه المطي لرحلت إليه)) وقد كان من أعلم الصحابة بأسباب النزول وهكذا غيره.

4/ العلم بأحوال العرب التي كانوا عليها فإنّ من لم يعلم أحوال العرب التي كانوا عليها في عقائدهم ودياناتهم وتعبداتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وتجاراتهم .............. الخ، فإنّه لن يحسن التفسير لأنه سيجعل التفسير يناسب قوما دون قوم (ومعرفة السبب تورث العلم بالمسبب)، (والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).

5/ سؤال بعضهم بعضا فإنّ ابن عباس سأل عمر رضي الله عنهم عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله جلّ وعلا: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} فقال عمر: هما عائشة وحفصة.

6/ لغة العرب لأنّ القرآن أنزل بلسان عربي مبين، ـ فمثلا ـ: عمر رضي الله عنه لما كان يتلو سورة النحل في يوم الجمعة على المنبر وقف مرّة عند قوله جلّ وعلا: {أو يأخذهم على تخوف فإنّ ربكم لرؤوف رحيم} فقال عمر: ما التخوف؟ كأنّه أشكل عليه معنى التخوف في هذه الآية، فقام: رجل من المسلمين فقال له يا أمير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا أبو كبير الهذلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير