* المدرسة الثالثة: مدرسة التفاسير الدعوية، وكان لظهورها سبب وهو ظهور الفساد، وبعد الناس عن الدين، وتسلط الاستعمار والغزو الثقافي علي المسلمين وإبعادهم عن دينهم، وظهرت هناك جماعات مختلفة في العالم الإسلامي العربي وغير العربي للدعوة لإرجاع الناس إلى الدين، ولا شك أنّ الداعية يحتاج إلى أن يكون اعتماده على القرآن , ولهذا احتاجت تلك الدعوات إلى أن يفسر بعضهم القرآن، فاعتنى كبار بعض أصحاب تلك الدعوات بتفسير القرآن وذلك المفسر ـ ولا بد ـ سيكون مراعيا لأسباب الدعوة التي ينتمي إليها فظهرت تفاسير موافقة لأصول جماعة التبليغ، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة النور في تركيا وهكذا ...........
* وهذه الطريقة لها أخطاء لعدة أمور:
أولا: أنها مبنية على رأي مجرد من الأثر بل قد يكون مخالفا للأثر.
ثانيا: أنهم يخضعون نصوص القرآن للواقع فيجعلون الواقع هو الحاكم على القرآن، ويجعلون الآيات تبعا لأحداث وتطورات الواقع.
ثالثا: بعض أصحاب هذه الطريقة يحكم على أمور لم تنجل بعد ويكون مبناها على أمور مستقبلية.
رابعا: تأثر بعضها بعقائد منحرفة تصدع بالعقيدة السلفية.
ومن أمثلة تفاسير هذه المدرسة تفسير المودودي "ترجمان القرآن" وتفسير " في ظلال القرآن " لسيد قطب، وتفسير "الأساس في التفسير" لسعيد حوي وأشباه تلك التفاسير.
* المدرسة الرابعة: تفاسير المعاني للغات الأخرى وهي المسماة (ترجمات القرآن) وهي ترجمات لمعاني القرآن ـ والبعض يقول ترجمة القرآن ـ وهذا غلط لأن القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين لا يمكن لأحد أن يترجمه لأي لغة كانت والصواب أنها تراجم لمعاني القرآن.
* المدرسة الخامسة: مدرسة استنت بالمدارس القديمة، وقد اهتمت بجوانب متعددة،
ـ منهم من نظر إلى الأحكام الفقهية: كتفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن فإنّه اعتنى بالفقهيات جدا.
ـ منهم من اعتني باللغويات: كتفسير التحرير والتنوير ((للطّاهر بن عاشور)).
ـ منهم من اعتني بنشر العقيدة الأثرية: كالأضواء وتفسير السعدي.
ـ منهم من اعتني بنشر العقائد الباطلة كتفاسير الرافضة، وتفاسير الإباضية، وتفاسير الخوارج ........ إلى غير ذلك.
فكل التفاسير القديمة جاءتنا من جديد ..
***** وأخيرا:
فينبغي على طالب العلم المهتم بالقرآن إذا أراد أن يراجع تفسيرا من التفاسير، أو أن يجعل في بيته تفسيرا لكتاب الله ـ جلّ وعلا ـ؛ أن يحرص أتمّ الحرص على سؤال أهل العلم عن التفاسير، لئلا يقع في الخطأ من حيث لا يدري.
وبعد ................ ،
فهذا عرض موجز مختصر يمكن أن تعتبره مدخلا لمعرفة مناهج المفسرين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ..
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:50 م]ـ
... ملاحظة؛
هذه الأفكار التي طرحها الشيخ ــ حفظه الله تعالي ــ وإن
ظهر في الساحة العلمية ما يخالفها إلا أن ذلك لا يقلل من
أهمية هذه الأفكار، وغير خاف أن العلوم إنما تنقح بالتكرير علي ألسنة العلماء ـــ مع الأيام والليالي ـــ.