تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه المدارس ظلّت مستمرّة والخلف يقلدون من قبلهم فيها وهكذا إلى أن وصلنا إلى مشارف العصر الحديث.

ولمعرفة العصر الحديث نقول:

ـ إنّ العصر الحديث للتفسير يبدأ ببداية القرن الرابع عشر ((من ألف وثلاثمائة هجرية فما بعد) وذلك لأنّ التفاسير فيما قبل هذا التاريخ سارت على نمط التفاسير قبل ذلك فمثلا: ـ قبل ذلك ـ ظهر تفسير الآلوسي سار على نحو ما سبقه، وظهر تفسير الخطيب الشربيني على نحو ما سبقه، وكذلك تفسير صديق حسن خان، وتفسير الشوكاني "فتح القدير"، فلم يظهر اختلاف كثير في مدارس التفسير حتى دخل العصر الحديث.

وفي العصر الحديث ظهرت تفاسير مختلفة، ومتنوعة المشارب في التفسير وكان لذلك سبب، وهذا السبب هو:

لما جاءت الحملات الصليبية على البلاد الإسلامية وبخاصة حملة ((نابليون)) على مصر، وصاروا يضربون أصول العلوم الإسلامية، نشأت ناشئة طلب منهم أن يذهبوا إلى فرنسا ليدرسوا فيها العلوم (الأدب!!!، أو العلوم الحديثة، وما شابه ذلك)، وكان {الأزهر} إذ ذاك يمانع أن يرسل أحد من أبناء المسلمين إلى أوربا، فصار هناك اقتراح أن يذهب مع كل طائفة عالم من علماء الأزهر حتى يشرف على أولئك الطلبة ويعلمهم ويحجزهم من الانحراف، فذهب في مقدمة من ذهب بعض علماء الأزهر ((من غير تسمية))، وهؤلاء تأثروا بما عند الغرب وانبهروا بما عندهم من تقدم في الحضارة وكانت بلاد المسلمين ـ إذ ذاك ـ في تأخر مدني فعزا ـ هؤلاء ـ التأخر في ذلك الوقت إلى الدين، واتباع الناس للكتب القديمة وأن ذلك هو السبب في تأخرهم عن التطور؛ فظهرت أقوال تشكك في الإسلام، وتشكك في القرآن، وتشكك في السنّة ....... إلى غير ذلك، حتى صار ذلك شائعا في كثير من الناس ـ ضعاف النفوس ـ.

وبسبب تلك البعثات ظهرت مدارس اللغات (الاعتناء باللغات الأجنبية، والاعتناء بالآداب الغربية، والاهتمام ببحوث المستشرقين، ................. إلى غير ذلك).

فمن العلماء ـ وقتها ـ من نظر إلى هذا الداء؛ فوجد أنّ سبيل إرجاع المسلمين إلى دينهم أن يعتني بتفسير القرآن تفسيرا عقليا يعظم القرآن في نفوس الناس حتى لا يبتعدوا عن الدين، وظهر في هذا الوقت مدرسة {محمد عبده} أحد مشايخ الأزهر الكبار وأحد الذين اعتنوا بتفسير القرآن، وامتدادا لمدرسته ظهر الشيخ {محمد رشيد رضا} الذي كتب ((تفسير المنار)) معتمدا في كثير منه على تفسير شيخه محمد عبده.

وكان من نتاج ـ الضعف النفسي ـ أن بعض العلماء صار يحمل القرآن على ما عند الغرب من العلوم، فمثلا؛ الآيات التي فيها ذكر لبعض المعلومات الفلكية ينزلونها على المكتشفات الحديثة، وبالتالي يجعلونها دليلا على صحة القرآن، وأنه سبق الغرب لتلك المكتشفات وهكذا ........... .

ففسر القرآن تفسيرا عقليا خرج عن التفاسير السابقة، وعن تفاسير السلف، بل وعما يجوز؛ لأجل أن لا يتشكك الناس في القرآن، وأن يقبل الناس القرآن وأن يعظموا القرآن ............ الخ.

وانهال الناس على الشيخ / محمد عبده، يحضرون تفسيره لأنه جعل تفسيره للإصلاح، وانحرف في أشياء كثيرة إذ جعل القرآن تبع للمكتشفات الغربية، ومن المعلوم أنّ تلك المكتشفات أو النظريات تصلح في وقت وربما أتى ما هو أفضل منها فيبطل تلك النظرية الأولى وتصير غير صحيحة، فحمل القرآن على النظريات العلمية لا يسوغ لأنه حمل للقرآن الذي هو حق ثابت لا يتغير بشيء قد يتغير، ومن ذلك أيضا تفسير {طنطاوي جوهري}.

وفي خضم ذلك ظهر إنكار لبعض الغيبيات، وفسر القرآن بتفاسير باطلة، وظهر الانحراف في التفسير. ((وهذه هي المدرسة الأولي التي ظهرت في العصر الحديث)).

* المدرسة الثانية: مدرسة تفسير القرآن على هامش المصحف، وكان هذا ممنوعا في الزمن الأول أن يجعل القرآن في هامش المصحف، فهناك من اختصر تفسيرا كالطبري وجعله في هامش المصحف، ومنهم من ألف تفسيرا لنفسه وجعله على هامش المصحف ....... الخ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير