ـ[محمد نصيف]ــــــــ[03 Jul 2010, 08:31 ص]ـ
أنا لا أريد أن أجادل لكني أريد التذاكر:
1/ أنا أقصد أن الذي يأتي ليقسم لك على أمر دون داع ٍ كأن يقول لك - مثلاً- دون أي سياق سابق: "والله إنني مشارك في ملتقى التفسير" سيجعلك قسمه هذا تشك في صدقه، وقد تقول له: " ولماذا تقسم، أنا أعرف أنك مشارك ... ".
2/ ماذكره ابن عاشور احتمالٌ وذكر غيرُه غيرَ ذلك؛ فمثلا قال ابن كثير: " أي: فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رض1: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه ... "، وقال السعدي: " أي: لا بد أن يظهر ما في قلوبهم، ويتبين بفلتات ألسنتهم، فإن الألسن مغارف القلوب، يظهر منها ما في القلوب من الخير والشر "، وهذا يشبه - وإن كان عكسه - الحديث الذي في البخاري: " إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى" فالنبي صل1 أدرك من قَسَمِهَا ما في نفسها.
أما ما في البخاري فلا يعارض ما احتملته لأني أقصد أن كلامهم من جنس ما يعرف من لحن القول، ولا أقصد أنه عرف منهم ذلك في ذلك الموقف تحديداً، ثم إن عدم تصديقه صل1 لزيد قد يكون لأسباب أخرى ويعرف هذا بتتبع الرويات التي في فتح الباري، وقد قال ابن حجر في آخر الحديث: " وفي الحديث من الفوائد ترك مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات لئلا ينفر أتباعهم، والاقتصار على معاتباتهم وقبول أعذارهم وتصديق أيمانهم وإن كانت القرائن ترشد إلى خلاف ذلك لما في ذلك من التأنيس والتأليف ".
ثم وجدت البقاعي يقول: " مؤكدين لأجل استشعارهم لتكذيب من يسمعهم لما عندهم من الارتياب "؛ فكأنه يشير إلى ما احتملته، شاكراً لكم ما أفدتموني به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2010, 08:49 ص]ـ
موضوع قيم، وحوارٌ مفيد، بارك الله فيكم، وهذا شأن محاولة استكناه أسرار البيان في الكلام البيلغ دوماً، يقعُ فيه التفاوت في الأنظار، ويثمرُ مع المدارسة ما لا يُثْمِرُ مع الانفراد بالنظر.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[03 Jul 2010, 09:33 ص]ـ
أنا لا أريد اأن أجادل لكني أريد التذاكر:
1/ أنا أقصد أن الذي يأتي ليقسم لك على أمر دون داع ٍ كأن يقول لك - مثلاً- دون أي سياق سابق: " والله إنني مشارك في ملتقى التفسير" سيجعلك قسمه هذا تشك في صدقه، وقد تقول له: " ولماذا تقسم، أنا أعرف أنك مشارك ...
أشكرك على المدارسة .. لكن اعرض هذا الأمر بإنصاف ـ أخي نصيف ـ تجده غالبا بخلاف ذلك، فالقسم يأتي للتأكيد غالبا، وهذه حقيقته، ولسائل أن يسألك: لماذا يقسم المولى سبحانه وتعالى في غير ما آية بذاته العلية وما شاء من مخلوقاته على أمور لا نشك في قدرته عليها، ولا يجوز لنا القول: لماذا يقسم تعالى على أمور نعلم قدرته عليها، ولا يورثنا قسمه شكا في ذلك بحال من الأحوال، بل لا يزيدنا إلى تصديقا ..
فقسم المنافقين في الآية ـ حسب ما ظهر لي ـ لا يفهم منه بحال كذبهم على الأقل في المشهود به، ولذا صدقهم الله تعالى فيه، لكن كذبهم متعلق بأمر باطن في قلوبهم لا يدل عليه ظاهر قسمهم، ولذا كذبهم علام الغيوب سبحانه بما في بواطنهم مما لم يظهر من ظاهر قولهم، ولا يحيط به علما إلا الخبير بذات الصدور عز وجل، والله تعالى أعلم.
وإذا كان الأمر دائرا بين احتمالات متعددة كلها جائزة في العقل، واحتملها النص، فللمفسر أن يختار أقربها إلى الصواب والمراد، وقد اخترت ما ظهر لي أنه الأقرب، لا سيما أني التزمت في تفسير الجزء الذي اشتغلت عليه ذكر الأقرب للمراد، مع عدم إقصاء المعنى الذي أوردته أخي الكريم ولكن ظهر لي بعدُه ببعض القرائن التي ذكرتها ..
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[03 Jul 2010, 09:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ولا يخفى عليكم أن القسم على الأمر المعلوم له أغراض متعددة - وهذاشأن البلاغة عادة- فقد يكون لشدة غفلة السامع عنه -وهذا لعله المناسب لما أشرت إليه من آيات - وقد يكون لمجرد غرابته، أو للاهتمام به، وقد يكون لغير ذلك، وأنا لم أقصد بما ذكرته الحصر لأغراض توكيد الأمر المعلوم، والله أعلى وأعلم.