تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولما كان سبب ما عليه المنافقون هو الاعتزاز بالأولاد والأموال، والإعراض عن معرفة ذي الجلال، نهى الله عز وجل المؤمنين عن الأمور المؤدية للجهل به، وفي ذلك الأمر بتحصيل ما يؤدي إلى معرفته والدوام على ذكره، فقال عز وجل: ? ? ں ں ? مصدِّقين ومذعِنين بظواهرهم وبواطنهم بما جاء به النبي ? ? ? ? ? ? بالتكالب في تحصيلها، والتهالك في طلب النماء فيما زاد على الحاجة منها ??? تشغلكم ? ? ? بالشغف بحبهم والسرور بهم ? ?? الاشتغال بـ?ہ ہہ ? بإقامة فرائضه من توحيده عز وجل وأداء الصلاة المكتوبة وسائر العبادات المفروضة كالحج والزكاة والصوم وغير ذلك، فلا يعوقنكم الأول عن الثاني لأنه المقصود أولا وبالذات، والآخر ثانيا وبالعرَض؛ (? ? ? ? ? ?) ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn2))

?ہ ھ ھ? التلهي بالدنيا المالية والولدية عن إقامة الدين، دون توبةٍ ?ھ ? البُعداء عن الخير ?ھ ے ے? لأنهم باعوا العظيم الباقي في روضات الجنات بالحقير الفاني من ثمرات الأموال والأولاد التي في الغالب أكدار وأنكاد.

ولما حذر عز وجل من الإقبال على الدنيا والانقطاع إليها، رغّب في بَذْلِها مخالفةً للمنافقين، فقال عز وجل: ? ? ? أيها المؤمنون ببذل ما أمرتم به من نفقة واجبة أو مندوبة ?? ? ?? واصرفوا في وجوه الخير بعض ما أعطيناكم من رزقنا المفاض عليكم، وابذلوه في مرضاتنا ادخارًا للآخرة عندنا، تقدّمونه بين أيديكم فتجدون ثوابه عظيما، فذلك الربح الحقيقي، لا ما استبقيتموه بغير وجه شرعي، فإنه يؤول إلى خسران فادح.

ولما تطارد الجديدان ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn3))، وتعاقبت الأزمان بنوائب الحدَثان، ولم يقطع عاقل لنفسه ببقائها ولو لحظة ما لإمكان موته في كل نفَسٍ من أنفاسه، نفّر الحق سبحانه عن التقاعد بالإنفاق، وحذّر من التكاسل عن اللحاق بالرفاق، فقال عز وجل: ? ? ? ? ? ? ? ? بأن يشاهد دلائله الدالة عليه ويعاين أماراته وعلاماته المؤذنة بحلوله كالمرض الشديد وسكراته الموت الشديدة وغمراته المفرطة المقتضية للإقبال على الله تعالى، فيضطر المحتظر إلى الرغبة إليه تعالى ? ? ? سائلا الإمهال عند تيقنه بشدة قرب نزول الموت به: ?? ? ?? وأنظرتني بتأخير موتي ? ? ? ?? ولو أقل قليل يسعني فيه تلافي ما فرّطت في تقديمه من عمل الخير وإنفاق المال في مرضاتك، ?? ? بالأموال الكثيرة ?? ? ? ??

ولما بين تعالى حال المحتظر المضيّع، وحذّر من التفريط في العمر المتسع، زاد في الحث على المبادرة بالطاعات، فقال عز وجل ?? ? ? ? ? من النفوس ? ? ? ?? ? وتحقق أنه آخر عمرها الذي لا تتجاوزه بدقيقة، ?? ? ? بدقائق الأمور، عالم ? ? ? ? ? في جميع أوقاتكم من باطن أمركم وظاهره.

وإذا أحاط عز وجل علما بذلك كله، ولا يخفى عليه من عملكم شيء، فيجازيكم عليه ثوابا وعقابا كيف ما صدر منكم، إن كان عملكم خيرًا من الطاعات والصدقات فجزاؤكم خيرٌ ولا تظلمون فتيلا، وإن كان عملكم شرا من كفر ونفاق وعصيان وشقاق فجزاؤكم شرٌّ طبق ما عملتم، جزاء وفاقًا، فسارعُوا في الخيرات وما فيه نيل المرضاة، وجدّوا في امتثال المأمورات واجتناب المنهيات، واستعدوا في يسير هذه اللحظات، وتهيئوا لما هو آت من الأهوال المتصادمة بعد الوفاة، واستعينوا عليها بالأعمال الصالحات والتزود في العمر القليل للسفر الطويل بتقوى الملك الجليل، فإن خير الزاد التقوى، وشره الارتباك في العصيان والشقوى.

([1]) فائدة: الحكمة في فصل الآية الأولى بالفقه، والثانية بالعلم، إعلامه تعالى بالأولى بقلة كياسة المنافقين وفهمهم، وبالثانية بفرط حماقتهم وجهلهم لعدم خفاء دلائل عزته تعالى على أحد؛ لِمَا تحقق من قهره للملوك بالموت الذي لم يقدر أحد على الخلاص منه، ومن المنع من أكثر المرادات، ومن نصر الرسل وأتباعهم بإهلاك أعدائهم بأنواع الهلاك، وبأنه تعالى ما قال شيئا إلا تمّ، وما قال رسوله شيئا إلا صدقه فيه. اهـ

جمعه الفقير إلى ربه الهادي: نزار بن علي حمادي

([2]) الذاريات: 56.

([3]) وهما الليل والنهار.

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:59 ص]ـ

[?گ? مخاطبين لك زاعمين كمال عنايتهم بك ترويجًا لنفاقهم: ? گ گ ? ?? ? المبعوث إلينا، مؤكدين كلامهم بـ «إنّ» و «اللام» الداخلة في خبرها ليوهموا أن شهادتهم هذه صادرة منهم عن اعتقاد راسخ بصدقك ورغبة وافرة في اتباعك.]

ما ذكرتموه جيد لكن ألا يمكن أن يكون توكيدهم من باب: (يكاد المريب أن يقول خذوني)؛ فيكون في قولهم فضحٌ لهم مصداقاً لوعد الله چ پ پ پ ?? چ [محمد: 30]؟

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[03 Jul 2010, 07:49 ص]ـ

ما ذكرته أخي الكريم يبدو مستبعدا؛ فإن لحن القول على حد قول المفسرين (واللفظ لابن عاشور): هو الكلام المحال به إلى غير ظاهره ليفطن له من يُراد أن يفهمه، دون أن يفهمه غيره، بأن يكون في الكلام تعريض أو تورية أو ألفاظ مصطلح عليها بين شخصين أو فرقة. وتلفظ المنافقين بالشهادة لا سيما مع المؤكدات التي استعملوها ليست من لحن القول ولا كلامهم من التورية لأنها دالة فعلا على معنى صحيح مطابق للواقع، ولو كان في شهادتهم ما يفيد كذبهم ونفاقهم بحيث يتفطن لذلك من كلامهم لما رد الله عليهم بتلك الردود الفاضحة لبواطنهم وشهد بكذبهم في مواطأة قلوبهم لألسنتهم، ولترك ذلك للمؤمنين لفرض سهولة اكتشاف أمرهم من لحن قولهم، فإن المثل القائل (يكاد المريب أن يقول خذوني) يفيد شدة افتضاح المريب من مجرد قوله، ولم يكن هذا حال المنافقين الذين نزلت السورة بسببهم، وبمراجعة أسباب نزولها في كتب السير وصحيح البخاري يدرك ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدق في بادئ الأمر زيدا بن أرقم، ولو عرف نفاق ابن أبي في لحن قوله لما تأخر تصديقة صل1 لزيد إلى نزول سورة المنافقون .. والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير