تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخذ عنه العلم كثير من علماء عصره المشهورين، منهم: أبو عبدالله الحاكم، وأبو عبد الرحمن الحليمي، وابن منده والخطابي، الذي نقل عن شيخه أبي بكر القفال في غريب الحديث بعض روايات الطبري وتفسيره ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn2)) ، ويظهر بهذا تأثر القفال بتفسير شيخه الإمام محمد بن جرير الطبري.

أما عن مصنفاته فقال الشيخ أبو إسحاق:" له مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب في أصول الفقه وله شرح الرسالة " وله تفسير كبير، وقال السمعاني:"من مصنفاته دلائل النبوة ومحاسن الشريعة" وآداب القضاء. ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn3))

وعن سنة وفاته قال ابن خلكان: وقد وقع الاختلاف في وفاة القفال فقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في ((طبقات الفقهاء)): توفي في سنة (336هـ.) وقال الحاكم أبو عبد الله أنه توفي بالشاش سنة (365هـ) ووافقه ابن السمعاني على ذلك في ((الأنساب)) ثم ذكر في ((الذيل)) أنه توفي سنة (336هـ.).

أما عن منهجه في تفسيره فقد وجه الانتقاد له بسبب ذكره لأقوال المبتدعة " ويقصد بهم المعتزلة "ومن ذلك قول الإمام الثعلبي حيث قال مقدمة تفسيره:" فألفيت المصنفين في هذا الباب فرقا على طرق: فرقة منهم أهل البدع والأهواء وفرقة المسالك والآراء مثل البلخي والجبائي والأصفهاني والرماني، وقد أُمرنا بمجانبتهم وترك مخالطتهم، ونهينا عن الاقتداء بأقوالهم وأفعالهم فاختاروا ممن تأخذون دينكم.

وفرقة ألفوا وقد أحسنوا غير أنهم خلطوا أباطيل المبتدعين بأقاويل السلف الصالحين،مثل أبي بكر القفال وأبي حامد المقري. وهما من الفقهاء الكبار،والعلماء الخيار، ولكن لم يكن التفسير حرفتهم، ولا علم التأويل صنعتهم؛ ولكل عمل رجال، ولكل مقام مقال". ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn4))

ومن ذلك قول أبو سهل الصعلوكي، عندما سئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: " قدسه من وجه، ودنسه من وجه، أي: دنسه من جهة نصره للاعتزال".

ونلاحظ أن الثعلبي أشار إلى أن القفال أحسن في تفسيره إلا أنه خلطه بأباطيل المبتدعة،أما أبو سهل الصعلوكي قال:" قدسه من وجه ودنسه من وجه " أي دنسه من جهة نصره مذهب الاعتزال، وقد دافع الإمام الذهبي عنه بقوله: " قد مر موته والكمال عزيز وإنما يمدح العالم بكثرة ماله من الفضائل فلا تدفن المحاسن لورطة ولعله رجع عنها وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق ولا قوة إلا بالله ". ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn5))

وانظر إلى كلام الذهبي هذا ما أحسنه! وكم فيه من الأدب وحسن الظن في التعامل مع العلماء. وهذا الأدب هو مما ميز هؤلاء العلماء ورفع من شأنهم، وهو أثر من آثار العلم على صاحبه، وهاهو الإمام القفال نفسه لما سئل عن مسألة في العلم، عند حلوله بأحد الثغور غازياً، وكان فيها أحد العلماء الكبار،أمسك عن الجواب، وأحال عليه في الحال. ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn6))

وقد اعتنى كثير من المفسرين بنقل أقواله في تفاسيرهم، ومن ذلك الإمام السمعاني حيث نقل بعض اختياراته في التفسير، واستحسن بعض أقواله، ونقل الرازي في تفسيره كثيراً من أقواله مما يوافق مذهب المعتزلة، ونقل عنه كذلك الإمام القرطبي وأبو حيان، وغيرهم، وذكر السيوطي بعض مناسبات في كتابه أسرار التنزيل.

ووجدت أن كثير من المفسرين اهتموا بنقل أقواله وترجيحاته، سواء في التفسير أو ما يتعلق بعلوم القرآن، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، واحترت فيما أختار منها، ولعل من أبرزها:

ـ في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حتى يَطْهُرْنَ} (سورة البقرة آية:222) قال ابنُ العربيُّ في «أحكامه»:" سمعْتُ أبا بَكْرٍ الشَّاشِيَّ يقولُ: إِذا قيل: لا تَقْرَبْ؛ بفتح الراء، كان معناه: لا تَلْتَبِسْ بالفعلِ، وإِذا كان بضم الراء، كان معناه لا تَدْن منه " ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn7)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير