تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ وممن توسع في النقل عنه: الإمام السمعاني، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (سورة الرحمن آية:22) قال السمعاني في تفسيره:"فإن قيل: قد قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا} وأجمع أهل العلم بهذا الشأن أنه يخرج من الملح دون العذب. فالجواب: أنه ذكرهما والمراد أحدهما، كما تقول العرب: أكلت خبزا ولبنا، وإنما الأكل في أحدهما دون الآخر. قال الزجاج: لما ذكر البحرين ثم ذكر اللؤلؤ والمرجان، وهو يخرج من أحدهما، صحب الإضافة إليهما على لسان العرب. وذكر القفال الشاشي في تفسيره: أن اللؤلؤ والمرجان لا يكون إلا في ملتقى البحرين في أول ما يخلق، ثم حينئذ موضع الأصداف هو البحر الملح دون العذب، فصح قول: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا} لأنهما في ابتداء عند ملتقى البحرين، وهذا قول حسن إن كان كذلك" ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn8)).

ـ وقال كذلك في قوله: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} (سورة الواقعة آية:76) " ذلك لأن قسم الله عظيم، وكل ما أقسم به. ويقال: إن تخصيصه هذا القسم بالعظم؛ لأنه أقسم بالقرآن على القرآن؛ قاله القفال الشاشي". ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn9))

ـ وقال في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا .. } (سورة التغابن آية:16) " روى معمر عن قتادة أن هذه الآية نسخت قوله تعالى: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (سورة آل عمران آية:102) وجاء مثل هذا عن جماعة من التابعين. وقال جماعة من أهل العلم: الأولى أن يقال: هذه الآية رخصة وليست بناسخة. وذكر القفال أن هذه الآية مبينة لقوله تعالى: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها. وذكر مثل ذلك على ابن عيسى وغيره".

ـ ونَقل عنه كذلك لطيفة في معنى قوله تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (سورة التغابن آية رقم: 17)، حيث قال:" وذكر القفال: أن بعض السلف كان إذا سمع سائلا يقول: من يقرض الله قرضا حسنا يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn10)).

ـ وفي قوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله} (سورة الطلاق آية: 7) قال السمعاني في تفسيره:" عن عمر رضي الله عنه أنه سمع أن أبا عبيدة بن الجراح يلبس الثوب الخشن، ويأكل الطعام (الجشب)، فبعث إليه بألف دينار من بيت المال، وأمر الرسول أن يتعرف حاله بعد ذلك، فتوسع وأكل الطيب من الطعام، ولبس اللين من الثياب، فرجع الرسول فأخبر عمر بذلك فقال: إنه تأول قوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله} ذكره القفال في تفسيره" ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn11)).

ـ وكذلك ممن نقل عنه، وأكثر من ذلك الإمام فخر الدين الرازي، ومن الأمثلة في ذلك: عند قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)} سورة البقرة.

قال الرازي:" والفساد خروج الشيء عن كونه منتفعاً به، ونقيضه الصلاح فأما كونه فساداً في الأرض فإنه يفيد أمراً زائداً، وفيه ثلاثة أقوال: أحدها: قول ابن عباس والحسن وقتادة والسدي: أن المراد بالفساد في الأرض إظهار معصية الله تعالى، وتقريره ما ذكره القفال رحمه الله وهو أن إظهار معصية الله تعالى إنما كان إفساداً في الأرض، لأن الشرائع سنن موضوعة بين العباد، فإذا تمسك الخلق بها زال العدوان ولزم كل أحد شأنه، فحقنت الدماء وسكنت الفتن، وكان فيه صلاح الأرض وصلاح أهلها، أما إذا تركوا التمسك بالشرائع وأقدم كل أحد على ما يهواه لزم الهرج والمرج والاضطراب، ولذلك قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير