تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} (27) سورة فاطر

من الأوجه البلاغية في هذه الآية:

- إظهار قدرة الله تعالى على الخلق والتكوين والإبداع.

- الاكتفاء بذكر "ثمرات" عن ذكر دورة الحياة النباتية من البذرة وحتى الثمرة، وكذلك في "مختلف ألوانها" عن تعدد الألوان وأصناف الفواكه.

- الإيجاز، حيث حذف "ذو" أي: ذو جدد، أو: منها جدد بيض ومنها جدد حمر مختلف ألوانها، ومنه غرابيب سود.

- الإطناب في وصف الجدد في الجبال حتى أتى على كل ألوانها.

- العنوان، وهو التوجيه ولفت الانتباه إلى علم طبقات الأرض والجيولوجيا.

- الالتفات في "أنزل" و "فأخرجنا" من الغائب إلى المتكلم.

- التدبيج وصحة التقسيم، وهو نوع من الطباق، فذكر الألوان ما بين أبيض وأسود غربيب وأحمر وما بينهما، وهو أمر مشاهد في الجبال.

- المبالغة في " غرابيب سود " حيث بالغ في شدة السواد، وهذا من بلاغة وبديع القرآن العظيم.

- ذكر السيوطي في الإتقان "وغرابيب سود" من التأكيد اللفظي، وهو تكرار اللفظ بمرادفه من الإطناب.

والله أعلم.

وأختم بنقل جميل من كلام صاحب تفسير الكشاف:

" أَلْوانُها أجناسها من الرّمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها. والجدد: الخطط والطرائق. قال لبيد: أو مذهب جدد على ألواحه

ويقال: جدة الحمار للخطة السوداء على ظهره، وقد يكون للظبي جدتان مسكيتان تفصلان بين لوني ظهره وبطنه وَغَرابِيبُ معطوف على بيض أو على جدد، كأنه قيل: ومن الجبال مخطط ذو جدد، ومنها ما هو على لون واحد غرابيب. وعن عكرمة رضى اللّه عنه: هي الجبال الطوال السود. فإن قلت: الغربيب تأكيد للأسود. يقال: أسود غربيب، وأسود حلكوك: وهو الذي أبعد في السواد وأغرب فيه. ومنه الغراب. ومن حق التأكيد أن يتبع المؤكد كقولك: أصفر فاقع، وأبيض يقق،وما أشبه ذلك ".

ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:33 م]ـ

قصدي من هذا الموضوع الإشارات البلاغية في هذه الآيات، لا البسط والتطويل، لأن هناك من الأخوة الكرام مَن يخالفني في هذه الاستنباطات، وعلم البلاغة ذو فنون وشجون فهو بحر لا ساحل له، وبالأخص إذا ولجََنا باب الاستقراءات، لهذا اقتضى التنبيه ..

وجزاكم الله خيراً ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير