تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لذا أعرض هذا الموضوع للنقاش العلمي لأسباب:

- أن القرآن ذكر الإسراء تصريحاً دون المعراج.

- أن الإسراء كان هو محل النزاع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة.

- لو كان المعراج في اليقظة لكانت أنظار قريش ستتجه إليه دون الإسراء لأن دعوى المعراج يقظة أعظم من دعوى الإسراء.

- من ناحية الإعجاز لو كان المعراج حصل يقظة إلى ما بعد البيت المعمور وسدرة المنتهى وإلى مستوى سماع صريف الأقلام، لدلّ على طلاقة القدرة الإلهية أكثر دلالة من الإسراء الذي لا يعدو 850 ميلاً.

- منام النبيء ليس كمنام غيره وعليه جاء الحديث: "حتى أتَوْهُ ليلةً أخرى فيما يرى قلبُه وتنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنامُ قلوبهم ".

للتذكير: خلاصة بحث الأستاذ بن طرهوني أن المعراج وقع قبل الإسراء، وأن المعراج وقع مناماً والإسراء يقظة،

راجياً لمن أراد الإدلاء بدلوه في هذا الموضوع أن يكون اطلع على البحث، لتكون المشاركات في الصلب.

والعنوان المختار: الإسراء والمعراج بين القرآن والحديث.

والله الموفق.

أخي عصام , سأحاول الإجابة بإختصار::

ذكر الله عز وجل المعراج بقوله:"والنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) "

[النجم/1 - 19]

وكر فتنة الكفار في ذلك فقال:"وإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) " [الإسراء/60]

بينما الإسراء ذكر في أقل من ذلك:"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) " [الإسراء/1]

فالزعم بأن القران ذكر الإسراء أكثر مما ذكر المعراج غير صحيح بل العكس هو الصحيح, وجعل الرؤيا فتنة لا يكون صحيحا لو كانت منام , بل ماروه على ما رأى وقوله عز وجل "ما زاغ البصر وما طغى " دليل أنها رؤيا حق.

الحديث كاملا:"سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ وَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ

فَكَانَتْ تِلْكَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ"

صحيح البخاري - (ج 11 / ص 405)

فالمعراج هو الصعود الى السماء والنبي صعد الى السماء فيما بين مكة وبيت المقدس ثم هبط أرضا ثم صعد الى السماء.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله قَوْله" (ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا)

إِنْ كَانَتْ الْقِصَّة مُتَعَدِّدَة فَلَا إِشْكَال وَإِنْ كَانَتْ مُتَّحِدَة فَفِي هَذَا السِّيَاق حَذْف تَقْدِيره ثُمَّ أَرْكَبَهُ الْبُرَاق إِلَى بَيْت الْمَقْدِس، ثُمَّ أَتَى بِالْمِعْرَاجِ كَمَا فِي حَدِيث مَالِك بْن صَعْصَعَة " فَغُسِلَ بِهِ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيد ثُمَّ أُتِيت بِدَابَّةٍ فَحُمِلْت عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيل حَتَّى أَتَى السَّمَاء الدُّنْيَا " وَفِي سِيَاقه أَيْضًا حَذْف تَقْدِيره " حَتَّى أَتَى بِي بَيْت الْمَقْدِس ثُمَّ أَتَى بِالْمِعْرَاجِ " كَمَا فِي رِوَايَة ثَابِت عَنْ أَنَس رَفَعَهُ: " أُتِيت بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْته حَتَّى أَتَى بِي بَيْت الْمَقْدِس فَرَبَطْته، ثُمَّ دَخَلْت الْمَسْجِد فَصَلَّيْت فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاء "."

فتح الباري لابن حجر - (ج 21 / ص 101)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير