كل ما سقته عن ابن جرير لا يتطرق إلى المعراج، ولعل هذا من فطنة ابن جرير رحمه الله، يقول إن الإسراء كان بعبده يقظة وأنه كان بالبراق. وهذا مسلّم وواضح وليس محل نقاش.
وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: أُسْرِيَ بِرُوحِهِ دُون جَسَده .....
لم أتكلم في روحانية الإسراء من المسجد الحرام إلى الأقصى .. وأرى أنه كان بكامل اليقظة وبالجسد والروح .. وكذلك الأستاذ صاحب البحث.
الكلام يا أخي في المعراج، فمعلوم أن المعراج لم يكن بالبراق، لأنه كان مربوطاً عند الصخرة ببيت المقدس ... إلخ
وبعض الأحاديث التي ذكرت الإسراء والمعراج - كما ذكر العلامة الشيخ الألباني فيها اضطراب، فالرجاء التأمل. وهذه محاولة للتوفيق. والتوفيق من الله وحده.
أخ أبا سعد
لا جدال في أن الرسول رأى جبريل الذي جاءت سورة النجم تذكر تنزله على الرسول بوحي يوحى، وهذا مذهب الجمهور، كما أن مذهبهم في رؤية الرسول ربه هو الذي حكته عنهم عائشة التي قفّ شعر رأسها من قول من ادعاه، وذلك من غير مخالف لها من الصحابة كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله (الإسراء والمعراج).
وقد وردت آيات كثيرة غير آية سورة ق تدل أن البصر لا يراد به رؤية العين فحسب، وآية النجم منها:
- (ما كذب الفؤاد ما رأى ... ) الفؤاد رأى رؤية صدق وصواب لا خطأ فيها، الفؤاد هنا فاعل: أي هو الرائي لأشياء كثيرة في تلك الليلة وقبلها ويرى بعدها، وليس مصدقاً فحسب. لاحظ استعمال لفظ الرؤية في موضع واستعمال لفظ البصر في الآخر!
- (أفتمارونه على ما يرى) يرى فعل مضارع، لم يقل على ما رأى، لتقريعهم على فساد رأيهم، في إنكار رؤية الرسول ما رأى من غير دليل منهم.
- (ولقد رآه نزلة أخرى ... ) رآه بفؤاده أيضاً عند سدرة المنتهى، كما رآه بعينيه قبل ذلك المعراج فسد الأفق.
- (ما زاغ البصر وما طغى) تحمل من الدلالات ما هو أكثر من تفسيره بـ (ما زاغت العين) إذ البصر يطلق - كما نقلت عن الراغب ورأيته في اللسان - على الحاسة، وعلى الإدراك.
- وزيغ البصر يدل فيما يدل على الاضطراب ومنه قوله: (وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر).
- وهناك آيات جاء فيها البصر دالاً على ملكات الفؤاد والهبات الربانية المودعة فيه، ومنها:
. (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا مبصرون) ابن جرير: مبصرون هدى الله وبيانه وطاعته.
. (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) ابن جرير: يعني بالأبصار أنهم أهل أبصار القلوب.
فإذا لم يكن البصر قطعاً في رؤية العين فلا يكون ملزماً في موطن الاحتجاج.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jul 2010, 02:11 م]ـ
أخانا الفاضل عصام
البصر ورد في القرآن في غير محل النزاع ويراد به العين قطعا ومن ذلك قوله تعالى:
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل (77)
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)) سورة الملك
(فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ) القيامة (7)
فلماذا نخرج آية النجم: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) النجم (17) عن استعمال القرآن دون دليل قطعي؟
وجاءت " الأبصار" في القرآن في عدة مواضع يراد بها البصر بالعين ومن ذلك:
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الأنعام (103)
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) إبراهيم (42)
(َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج (46)
¥