(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) سورة الأحزاب (10)
(أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ) الصافات (63)
وأيضا في كثير من الآيات يقرن الحق تبارك وتعالى السمع مع البصر مع الفؤاد فدل على أن المراد الحاسة كما في قوله تعالى:
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) يونس (31)
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) النحل (78)
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ)) المؤمنون
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) النور (37)
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) السجدة (9)
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) الملك (23)
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) سورة الأحقاف (26)
فهذا هو الغالب على استعمال القرآن فإذا وجدت قرينة تصرف عن هذا عملنا بتلك القرينة كما في آية "ص":
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)
عرفنا هنا أن ليس في الأيدي جمع يد الجارحة والأبصار جمع بصر الحاسة أي مدح فهم كغيرهم علمنا أنه أرد بالأيدي القوة وبالأبصار البصيرة.
نخلص من كل هذا أنه في النجم جمع بين الفؤاد والبصر فقال:
(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18))
فذكر أن فؤاده ما كذب ما رأته عيناه حيث رأى جبريل على هيئته قد سد الأفق والنبي في مكة وهذه روية بصرية ثم أكد الرؤية الثانية بقوله " ولقد" ثم قطع الاحتمال بقوله " ما زاغ البصر وما طغى" ثم أكده مرة ثالثة بقوله " لقد رأى".
فلماذا نجعلها في الأرض رؤية بصرية وفي السماء روية قلبية دون دليل ولا حاجة تدعو إلى ذلك؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Jul 2010, 08:32 م]ـ
بارك الله فيك
بعد قراءة هذا البحث للأستاذ طرهوني من جديد ومراجعة الروايات في كتاب الألباني وغيره تبين الآتي:
1. أنه جعل رواية العروج من مكة إلى السماء، وكان ذلك العروج في المنام، وكان قبل الإسراء، جعلها هي عمدة بحثه ومن هنا كان الخطأ، وكان من جراء ذلك أنه ألغى المعراج من الأقصى وهو الذي كان في اليقظة بلا شك فقد أخذ جبريل بيد النبيء وصعد به من هناك (من الأقصى) إلى السماء.
2. أنه ألغى الروايات الكثيرة التي تثبت أن النبيء قد عرج به من الأقصى إلى السماء، وجعل النبيء يعود من الأقصى إلى مكة، دون عروج إلى السماء، مخالفاً النصوص مخالفة صريحة.
3. أن الرؤيا في المعراج الذي كان من الأقصى كانت بصرية، لأنه لا دليل في رحلة الإسراء كلها يبين أن الرسول نام منذ ركوبه البراق إلى أن عاد إلى مكة إطلاقاً، وأما المعراج الذي كان من مكة إلى السماء فكان في المنام فقد جاء فيه أنه كان نائم العين متيقظ القلب.
4. الإسراء بين المسجدين كان مرة واحدة، والمعراج كان مرة في المنام من مكة إلى السماء قبل الإسراء، والثاني في اليقظة من الأقصى إلى السماء في ليلة الإسراء، لأنه جاء أن الرسول أتي بالبراق بعد استيقاظه في مكة بعد العروج الأول.
ولذا أقول إن بحث الأستاذ طرهوني يحتاج إلى مراجعة.
والله أعلم.