تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال العلامة القاسمي محدث الشام رحمه الله في تفسيره (محاسن التأويل) عند تفسيره هذه الآية: ({الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} أي: منقسمون، بعضهم يجحدهُ وآخر يرتاب فيه.) (إنتهى)

ملاحظة: تفسير القاسمي (محاسن التأويل) وصفه العلامة المحدث مشهور بن حسن آل سلمان (أحد طلاب العلامة المحدث الألباني) بأنه أفضل التفاسير من حيث الإختيارات. (إنتهى)

أقول وهو بحق جدير بأن يهتم به طالب العلم فهو كتاب رائع فسر فيه القاسمي على منهج السلف الصالح تفسيرا جليلا فرحمه الله ورزقنا الله أمثاله.

قال العلامة المحدث الشوكاني في تفسيره تفسير فتح القدير (5/ 363): (ومما يدل على أنه البعث أنه أكثر ما كان يستنكره المشركون وتأباه عقولهم السخيفة وأيضا فطوائف الكفار قد وقع الاختلاف بينهم في البعث فأثبت النصارى المعاد الروحاني واثبتت طائفة من اليهود المعاد الجسماني وفي التوراة التصريح بلفظ الجنة باللغة العبرانية بلفظ جنعيذا بجيم مفتوحة ثم نون ساكنة ثم عين مكسورة مهملة ثم تحتية ساكنة ثم ذال معجمة بعدها ألف وفي الإنجيل في مواضع كثيرة التصريح بالمعاد وأنه يكون فيه النعيم للمطيعين والعذاب للعاصين وقد كان بعض طوائف كفار العرب ينكر المعاد كما حكى الله عنهم بقوله إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما نحن بمبعوثين وكانت طائفة منهم غير جازمة بنفيه بل شاكة فيه كما حكى الله عنهم بقوله: {إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [الجاثية: 32] وما حكاه عنهم بقوله: {وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى} [فصلت: 50] فقد حصل الاختلاف بين طوائف الكفر على هذه الصفة .. ) (إنتهى)

قال الشيخ المحدث مصطفى العدوي حفظه الله في سلسلة التفسير (المشركين لم يكونوا جميعاً مطبقين على أن البعث غير آت، بل كان منهم من يقر بالبعث، ومنهم من كان يتشكك في أمره، ومنهم من كان ينفيه بالكلية، فطوائف النصارى يقرون بالبعث، لكن البعث عندهم له صفات أُخَر، وأحداث أُخَر غير البعث الذي يعتقده أهل الإسلام، وكذلك طوائف من اليهود، فإنهم يقولون: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة:80]، وهذا يفيد أنهم يقرون بالبعث، لكن له صفة معينة عندهم.

أما الذين يتشككون في أمر البعث، فكما حكى الله مقالتهم في قوله: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} [فصلت:50]، وقال حاكياً عن بعضهم: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنقَلَبًا} [الكهف:36]، أي:

على فرض أن هناك بعثاً، فهذا الكافر يقول: لئن رددت إلى ربي فإنه قد أكرمني في الدنيا، فسيكرمني بكرامة أكبر منها في الآخرة.

وقال تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل:66]، فكانت هناك طوائف تثبت البعث، لكن على صفات أخر، وطوائف تتشكك في أمر البعث، وطوائف تنفي البعث مطلقاً، كما قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس:78 - 79]، وقال الله سبحانه وتعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق:2 - 3]، فكانت طائفة منهم تنكر البعث، فهذه أوجه اختلافهم) (إنتهى)

قول ضعيف: قال العلامة الشوكاني في تفسيره تفسير فتح0القدير (5/ 363): (وقد استدل على أن النبأ العظيم هو القرآن بقوله (الذي هم فيه مختلفون) فإنهم اختلفوا في القرآن فجعله بعضهم سحرا وبعضهم شعرا وبعضهم كهانة وبعضهم قال هو اساطير الأولين) (إنتهى) قلت ويمكن ان يقال ان الإختلاف هو الإختلاف في تكذيبهم لبعثة النبي فمنهم من قال شاعر ومنهم قال كان ومنهم قال ساحر هذا على القول بأن النبأ العظيم هو بعثة النبي وقد مر بطلان القولان ثم هذا التفسير للإختلاف باطلٌ بُنِيَ على باطل فهو باطل ثم هو تكلف في تفسير الإختلاف إذ الأصل في الإختلاف عدم الإتفاق قال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير