الأَرض إِذا ضَرَبْتَه فيها".
وجاء في هذا المعجم معنى كلمة (وتد): "الوتِدُ، بالكسر، و الوَتْدُ و الوَدُّ: ما رُزَّ في الحائِط أَو الأَرض من الخشب، والجمع أَوتادٌ، قال الله تعالى: (والجِبالَ أَوتاداً) [النبأ: 7]. و وَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً و وَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، و وَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه: أَثْبَتُّه".
ونلاحظ أن العرب فهمت من الآيات ما نفهمه نحن اليوم مع فارق التطور العلمي! فهم فهموا من كتاب الله تعالى أن للجبال أصلاً في الأرض يثبته كما تثبت المرساة السفينة ولذلك سمى الله الجبال بالرواسي، وهذا ما يقوله العلماء اليوم كما نرى من خلال الأبحاث الصادرة حديثاً في علم التوازن الأرضي.
وهنا نود أن نقول: إذا كان القرآن العظيم يستخدم تشبيهاً للجبال بالسفن التي ترسو في الماء، وإذا كان العلماء حديثاً يستخدمون تشبيهاً لتوازن الجبال كقطعة خشب تطفو على سطح الماء ويغوص منها جزء كبير لضمان توازن القطعة الخشبية، ويشبّهون توازن الجبل بتوازن هذه القطعة الخشبية في الماء، أي يستخدمون نفس التشبيه القرآني، والسؤال: لولا أن العلماء وهم من غير المسلمين وجدوا في هذا التشبيه منتهى الدقة العلمية فهل كانوا سيستخدمونه في مراجعهم ويدرسونه لطلابهم في القرن الحادي والعشرين؟
إن هذا يثبت أن القرآن كتاب علم وليس كتاب أساطير كما يدّعي الملحدون، ويثبت أن القرآن معجز من الناحية العلمية ويتضمن سبقاً علمياً في علم الجبال، ويعني أيضاً أننا لا نحمّل النص القرآني أي معنى لا يحتمله، إنما نفهم النص كما فهمه العرب أثناء نزول القرآن، ولكن هم فهموه حسب معطيات عصرهم ولم يكن هنالك مشكلة على الرغم من عدم وجود أي تفسير علمي لجذور الجبال ودورها في التوازن الأرضي، ونحن اليوم نفهمه حسب أحدث المكتشفات العلمية ولا نجد أي مشكلة أيضاً، ألا يدلّ هذا على أن القرآن كتاب صالح لكل زمان ومكان؟!
وهذه مراجع بحثه ذكرها في آخر بحثه وهي مواقع على شبكة الإنترنت
[1] http://highered.mcgraw-hill.com/sites/0072402466/student_view0/
[2]http://honolulu.hawaii.edu/distance/gg101/Programs/program8%20MountainBuilding/program8.html
[3] http://geosciences.ou.edu/~msoreg/tes/isostasy.html
[4] http://maps.unomaha.edu/Maher/ESSlectures/ESSlabs/isostasylab/isostasy.html
[5] http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect2/Sect2_1a.html
والبحث في موقعه هنا: http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=108 ) ( إنتهى)
قوله تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) (8)
يقول تعالى: وخلقناكم أصنافاً مختلفة ومتضادة أجناساً ذكوراً وإناثاً وخِناثا وألواناً أسودا وأبيضا وأحمرا وأصفرا وصوراً جميلا وقبيحا وطويلا وقصيرا وصفاتاً وأحوالاً ذكيا وغبيا وغنيا وفقيراً وألْسِنَةً ولغاتاً من عربي وأعجمي إلى غير ذلك من أصناف البشر.
أقول وبالله وحده أستعين إن للعلماء في تفسير الأزواج هنا أقولاً أربعة الأول منها: أصنافاً مختلفة ومتضادة من أصناف البشر وهو قولنا وهذا القول رواه ابن جرير عن التابعي الجليل قتادة بن دعامة ويأتي ذكر الأثر وذهب إليه بعض المفسرين والثاني: مزدوجين ذكوراً وإِناثاَ ليتم الائتناس والتعاون على هذه الحياة وحفظ النسل وتكميله بالتربية وهو قول كثير من المفسرين والأول أعم منه إذ يشمله أما القول الثالث: خلقناكم أزواجاً أي من مَنِيَّيْن مَنِيّ الرجل ومَنِيّ المرأة فيكون المراد خلقنا كل واحد منكم من مَنِيّ زوجين والقول الرابع: أصنافاً مختلفةً من المخلوقات جميعها قبيحة وجميلة طويلة وقصيرة قوية وضعيفة فيعم الإنسان والحيوان والنبات والجماد إلى غير ذلك فهذا القول يشمل الأول والثاني.
أقول والراجح الأول وهذا البيان والله المستعان:
¥