"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" فالآية الكريمة حجة على من سمعها في وجوب إقامة الصلاة ووجوب الزكاة، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم للتفصيلات المتعلقة بالصلاة والزكاة لا يلغي كون الآية حجة فيما دلت عليه.
إن البيان النبوي في بيان المراد من اللفظ لا يكون إلا عندما يشكل فهم النص لوجود بعض الاحتمالات ـ وهذا لا يلغي القاعدة في كون النص حجة على السامع ـ كقوله تعالى:
"الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " الأنعام (82)
فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بالشرك وتفسيره صلى الله عليه وسلم لم يلغ فهم الصحابة للمعاني الكثيرة المندرجة تحت هذا الوصف ولكنه بين لهم المقصود به في الآية.
وإشكال فهم بعض الآيات على بعض الناس لا يخرم القاعدة أيضا فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يرد الفاروق رضي الله عنه إلى القرآن حين سأله عن الكلالة كما جاء في صحيح مسلم عن عمر رضي اله عنه قال:
"مَا رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلَالَةِ وَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي فَقَالَ يَا عُمَرُ أَلَا تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ"
وأما الأمثلة التي ذكرها أخونا أبو صفوت لا ترد على كلام الشيخ عادل فهو لم يقل إنا لا نرجع إلى شيء آخر لفهم بعض ما أشكل من القرآن وإنما قال "الحجة تبلغنا بسماع كلام الله لا بتفسيره" وبين الأمرين فرق، وذلك لأن التفسير قد يختلف من مفسر إلى آخر، والجزم بأن هذا هو التفسير الصحيح دون غيره ومن ثم يكون هو الحجة هذا هو محل البحث والخلاف.
ويقول أخونا أبو صفوت:
" يلزم من كلامه إهمال تفسير السلف أو على الأقل إعماله حيث لا يخالف ما نراه أوفيما يواكب عصرنا، وأما ما عدا ذلك فلا"
أقول:
الشيخ لم يقل بإهمال تفسير السلف وإنما هو يبحث في مدى صحته، فهو يقول نقبل ما يصح ونرفض ما لا يصح.
والله أعلى واعلم
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:31 م]ـ
الأخ الفاضل عاطف شكر الله لك ما تفضلت به
ولكن أرى أنك خرجت عن المقصود إلى ما حذرت منه وهو عدم مناقشة حكم الغناء
نحن نريد النقاش حول صحة الاستدلال بالآية على أن معنى "لهو الحديث" هو الغناء
كلامك له وجاهته إذا كان البحث في حكم ما فإنه يجب النظر في الأدلة مجتمعة كما ذكرتَ.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب وصلاح الدنيا والدين
جزاك الله خيرا أخانا أبا سعد ووفقنا لكل خير
ولكن هنا عدة مسائل مهمة:
1 - أن - لهو الحديث - قد يدخل هنا من تنزيل العام على الخاص حيث أن في هذا كثير من الآيات من تنزيل العام على الخاص والخاص على العام أو المطلق على المقيد - كقوله تعالى - فاقطعوا أيديهما - هذا عام مطلق على كل اليد فجاءت السنة فقيدته.
وكلذلك - لهوا الحديث عند العرب - وإن كان معناه كل لهو جملة إلا أنه كان أشد وسائل الصد واللهو عندهم ولهذا تنزلت جملة - لهو الحديث - بوجهين فيما أعلم:
الأول - أنه لهو أي داخل فيه بل وهو أعظم أنواعه.
الثاني: أنه خص بكلمة - الحديث - فعم الكلام وصنوفه.
ولا أدل على هذا - أخي الكريم - من هذه النصوص ولست الآن في محل تخريجها. وهي تدل
بل وهناك وجه ثالث قوله تعالى- يشتري - فهو دال بنفسه على ذلك حيث أن الشراء والبيع في لغة العرب يقع عليه بحسبه لأنهم كانوا يشترون الجواري المغنيات والقينات ليصدوا به الناس عن القرآن وليهلوا به لأنفسهم.
وهذي جملة نصوص تؤكد ذلك:
حدثنا إسرائيل عن سِماكٍ عن مَعْبَدِ بنِ قيس عن عبدالله بن عميرٍ أو عُمسرةَ قال حدَّثني زَوْجُ ابْنَةِ أبي لهبٍ قالَ دَخَلَ عَلَيْنَا رسول الله صلى الله عليهِ وسلم حين تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أبي لهبٍ فقال: هَلْ مِنْ لَهْوٍ*مسند الامام أحمد
4765 حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا محمد بن سابق حدثنا اسرائيل عن هشام بنِ عروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ أنّها زَفّتِ امْرأَةً إلى رجلٍ من الأنصار فقال نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا عائشةَ ما كانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فإنَّ الأنصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ*رواه البخاري
¥