كعب وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ ولا أُلْهِيَنّكَ إِني عنكَ مَشْغُول أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك وقيل معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك وتقول الْهَ عن الشيء أَي اتركه وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء الْهَ عنه وفي خبر ابن الزبير أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه وأَنشد الكسائي إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد الأَصمعي لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير قال وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير على فَعُولٍ الأَزهري اللَّهْو الصُّدُوفُ يقال لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً قال وقول العامة تَلَهَّيْتُ وتقول أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني قال الأَزهري وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير قال ولا يجوز لَهاً ويقولون لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً ابن بزرج لهَوْتُ.
- وجاء في تاج العروس:
باتَ في لَهْوٍ وسَماعٍ: السَّماع: الغِناء وكلُّ ما الْتَذَّتْه الآذانُ من صوتٍ حسَنٍ: سَماعٌ. والسَّميع في أسماءِ اللهِ الحُسْنى: الذي وَسِعَ سَمْعُه كلَّ شيءٍ. والسَّميعانِ من أَدَوَاتِ الحَرّاثينَ: عُودانِ طَويلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقرَنُ به الثَّوْرانِ لحِراثَةِ الأرضِ قاله الليثُ. والمِسْمَعان: جَوْرَبان يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إذا طَلَبَ الظِّباءَ في الظَّهيرَة. والمِسْمَعان: عامِرٌ وعبدُ الملكِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ هذا قولُ الأَصْمَعِيّ وأنشدَ:
ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقلتُ بُوآ ... بقَتلِ أخي فَزارَةَ والخَبَارِ
- وجاء في القاموس الفقهي:
ي به - لها: أحبه.
تلهى بالشئ: لها به.
اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم.
(ج) لهوات، ولهيات، ولهي، ولهاء.
اللهو: ما لعبت به، وشغلك من هوى، وطرب، ونحوهما.
وفي القرآن الكريم: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم.
ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (لقمان: 6) قال ابن مسعود: هو، والله، الغناء، وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير،
ومجاهد، ومكحول.
قال ابن جرير: هو كل كلام يصد عن آيات الله، واتباع سبيله.
-: المرأة الملهو بها.
-: الطبل، ونحوه.
اللهوة: العطية من أي نوع كان.
6 - كما أنه ليس كل لهو محرم وهذا واضح إلا ما دل دليل على تحريمه والغناء وردت فيه نصوص غير هذه الآية وأقوال تدل على أن هذا النوع من اللهو داخل في دائرة التحريم لخطره على القلوب .. وقد وضع أهل العلم شروطًا تدل على أن الغناء محرم إلا بشروط
منها - أن تكون كلماته موافقة الشرع حاثة على معاني القيم وفضائل الأخلاق.
ومنها - ألا يصحب بالمعازف وآلات اللهو
ومنها- ألا يكون بصوت امرأة أمام الرجال. انتهى.
الخلاصة:
1 - أن شواهد اللغة تدل عليه على عمومها.
2 - أن شواهد التفسير والأقوال تدل عليه على خصوصها.
3 - أن الصحابة أعلم بتنزيل النصوص مكانها من غيرهم.
فالغناء على العموم داخل في لهو الحديث. وعلى الخصوص فهو المقصود هنا لأنه أعظم أنواع اللهو وأشدها على القلوب وأقوال الأئمة الأربعة وغيرهم فيه جلية واضحة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:00 م]ـ
أنقل هنا ما ذكره الشيخ أبو بكر جابر الجزائري حول هذه الآية في كتابه "الإعلام بأن العزف والغناء حرام" ضمن "رسائل الجزائري" الرسالة السادسة ص363 وما بعده:
قال تعالى (((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل الناس عن سبيل الله بغير علم))) لقمان الآية 6؛
قال مجاهد -وهو الذي قيل فيه:إن أتاك التفسير عن مجاهد فحسبك-: قال: لهو الحديث الاستماع إلى الغناء، وإلى مثله من الباطل. وقال: حلف عبد الله بن مسعود رض1 بالله الذي لا إله إلا هو -ثلاث مرات: إنه الغناء. يعني لهو الحديث في هذه الآية.
بيد أن لمقنع أن يقول: إن هذا مقيد بكونه يضل عن سبيل الله تعالى، وما دام المستمع أو المغني لا يضل عن سبيل الله فلا محذور إذا!
فنقول له:
¥