1 - أولا: إن الإضلال عن سبيل الله نتيجة طبيعية للغناء والسماع لا تختلف، سواء قصدها المغني أو المستمع أو لم يقصدها؛ لأن المضلل عن سبيل الله ليس هو غير المغني أو المستمع دائما، بل نفس المغني أو المستمع تضل كذلك بالغناء أو السماع، عن سبيل الله، ولهذا لم يذكر المفعول به في الآية؛ بل حذف ليعم المغني والمستمع وغيرهما ممن قد يقصد إضلالهم وإفسادهم.
2 - وثانيا: فهل الغناء يهدي بطبعه إلى سبيل الله ويدعو إليه؟ ومتى كان لا يهدي فهو يضل، ومتى كان لا يدعو فهو يصد. ثم هل عرف الناس طوال دهرهم ثمرة للغناء وسماعه سوى ما يصيب به قلوبَ أهله مِن قسوة، وأخلاقَهم مِن التدهور والفساد، وأرواحَهم من الخبث والتدسية -والعياذ بالله-؟؟
أليس من المشاهد عندنا اليوم أن السماع شاغل عن ذكر الله تعالى، وعن الصلاة؟ أو لم يكف الغناء والسماع إليه تحريما ومنعا أن يذكرا وأنهما سبيل إلى الصدّ عن سبيل الله عز وجل، وطريق إلى الانشغال عن ذكر الله؟ ألم تحرم الخمر والميسر من أجل أنهما وسيلة إلى الصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة؟ ألم يقل الله (((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة))) المائدة الآية 91
3 - وثالثا: قال تعالى من سورة النجم (((أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون))) النجم 59 - 61. قال عكرمة عن ابن عباس رض2: السمود هو الغناء بلسان حمير. وهي إحدى القبائل العربية قال: يقال: اسمدي لنا يا فلانة: أي غني لنا. وقال عكرمة في تفسير الآية: كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوْا ليصدوا الناس عن القرآن بالغناء، فنزلت الآية (((أفمن هذا الحديث))) إلى (((وأنتم سامدون))). ولهذا سمى السلف الصالح الغناء: قرآن الشيطان؛ لأنه يعارض به القرآن، ويشغل به عنه وعن ذكر الله، كما يصدّ به عن الله تعالى.
وأخيرا: فهل ذمّ الله تعالى لأصحاب هذه الصفات وتقريعه لهم وإنكاره عليهم هذا الصنيع من الضحك والغناء دال على غير تحريم الغناء ومنعه؟
(يتبع)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:14 م]ـ
أخي حكيم رزقنا الله جميعا الحكمة
يلزم من قولك أن العجب مطلقا والضحك مطلقا حرام
**
ولا يلزم من كون الشيء لا يهدي أنه يضل.
...
أخي الكريم أصل النقاش في صحة الاستدلال لا في حكم الغناء
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:06 ص]ـ
أخي الكريم أصل النقاش في صحة الاستدلال لا في حكم الغناء
جزاك الله أخي أبا سعد على طول نفسك وصبرك في المناقشة وهذه منقبة لك .. وتعقيبًا دعني أقول:
ما المفصود عندك بصحة الاستدلال لا حكم الغناء ..
سيبق أن أشرت في هذه الصفحة إلى عدة أدلة شرعية ولغوية وتفسيرية للآية الكريمة وفيها طرق الاستدلال ولكن يبدوا أنك تشاغلت عنها أو لم تقف معها طويلًا ..
من المعلوم أخي الكريم أن مناقشة أي مسألة شرعية يتعلق به أمور:
1 - الاستدلال
2 - الحكم الناتج عنه.
فإذا كنا نريد البحث عن صحة الاستدلال بالآية أن - لهو الحديث هو الغناء - فقد بينت لكم سابقًا:
1 - أن شواهد اللغة تدل عليه على عمومها.
2 - أن شواهد التفسير والأقوال تدل عليه على خصوصها.
3 - أن الصحابة أعلم بتنزيل النصوص مكانها من غيرهم.
فالغناء على العموم داخل في لهو الحديث. وعلى الخصوص فهو المقصود هنا لأنه أعظم أنواع اللهو وأشدها على القلوب وأقوال الأئمة الأربعة وغيرهم فيه جلية واضحة.
وقد نص أهل العلم على أن مناقشة الاستدلال والوصول إلى الحكم أحسن طرقه وقواعده:
القرآن أولًا قبل السنة واللغة.
السنة النبوية بما صح منها.
الإجماع.
اللغة.
والقياس.
وغيرها ..
فإذا أثبتنا من القرآن وتفسيره وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وشواهد اللغة أن المقصود - بلهو الحديث هنا هو الغناء - فإننا لم نناقش حكم الغناء أصلًا وإن كان هو الناتج منه ولا ريب لكننا ناقشنا وأثبتنا من خلال الأدلة أن اللهو هنا على وجه الخصوص عام يخص الغناء تنزيلًا ..
فما هي الحاجة إذًا إلى البحث عن سياق أدلة ثبت هذا وقد جئنا بها ويوجد غيرها:
ولا ننسى قاعدة مهمة أن هذه بعض آية: أي لا تفسر باللغة أولًأ وإنما بطرق التفسير الصحيحة من تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة والإجماع واللغة بعد هذا لا قبل هذا بارك الله فيك ..
والقرآن حاكم على اللغة وليست اللغة حاكمة على القرآن وهذا له أدلته المعتبرة ..
وإذا تأملنا في قوله تعالى - ولم يلبسوا إيمانهم بظلم - فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك ..
فهل نقول هنا أين الدليل أن الظلم يقصد به الشرك ..
الجواب الدليل: قول الرسول لا الدليل اللغوي لمسمى الظلم.
وصدق القائل:
وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل.
وأرى أن الاستدلال بالآية واضح لا خفاء فيه ... وأن إطالة البحث فيه لا فائدة من ورائه .. بعد هذا
ولكن أقول لو افترضنا أن الآية لا حجة فيها فيها على الغناء .. فإن لدينا من القرآن والسنة الصحيحة والإجماع ما يدلل على الغناء .. وتحريمه ..
أرجوا أن أكون وفقت لإيضاح ما أريده بزعمي هذا وأرجوا من الإخوة مناقشة طرق الاستدلال قبل الكلام على طرق استخراجه من الدليل .. التفصيلي ..
وجزى الله إخواننا المشاركين وأخانا أبا سعد والله نحن نسعد به سعادة كبيرة لا يعلمها إلا الله .. وفقنا الله لكل خير ..
¥