ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيّرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنون، وهم جميعا كاذبون إذ لم تتضمن التوراة ولا الإنجيل تصديق أمانيهم.
ويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام حلا لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به ذرعا بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي وحملوا المكلفين على تعطيل السمع والبصر والفكر والعقل واستبدالها بالتقليد.
القرآن أعظم مما يتصور المقلدون
إن قوله:
ـ ? أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
ـ ? وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدّت للكافرين ? البقرة 23 ـ 24
ليعني أن الذين يزعمون أن محمدا ? قد تقوّل القرآن وافتراه من دون الله مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدّق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد ? هو مفترى من دون الله.
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحلّ محلّ الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله ? فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ? البقرة 137 وقوله ? قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ? الأحقاف 10 في كلية الكتاب، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
ويعني حرف الطور أن الذين يزعمون أن النبي الأمي ? قد تقوّل القرآن لن يسلم لهم زعمهم قبل أن يأتوا بحديث مثل القرآن أي منزل من عند الله يعلن تصديقهم في زعمهم.
ويعني حرف هود ويونس والبقرة أن الذين يزعمون أن النبي الأمي ? قد تقوّل سورا أو سورة من القرآن، لن يسلم لهم زعمهم قبل أن يأتوا بسورة أو بسور منزلة من عند الله تتضمن تصديق زعمهم فيما زعموا.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
¥