تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومما نبّأ الله به عيسى قوله} ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد {الصف 6 وقوله} قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين {المائدة 115 وبينته في المنظرين في كلية الآيات.

ومما نبأ الله به موسى في التوراة وعيسى في الإنجيل قوله} الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون {الأعراف 157

ومما نبّأ الله به موسى في التوراة ونبّأ به عيسى في الإنجيل ومحمدا ? في القرآن قوله} إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة الإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم {التوبة 111 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله.

ومما نبّأ الله به محمدا:

ـ ? الذي يؤمن بالله وكلماته ? الأعراف 158

ـ ? ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ? الأعراف 159

ـ ? وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون? الأعراف 181

ـ ? وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ? الأعراف 167

ـ ? ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ? آل عمران

دلالة الألفاظ: النبي والنبوة والرسول والرسالة

إن عدم استطاعة التراث الإسلامي وعلى رأسه القراء والحفاظ والمحدثون والمفسرون والفقهاء التفرقة بين الرسول والنبي لمن العجب إذ يعتبرون النبي أقل درجة من الرسول.

وإنما النبي هو الذي أوحى الله إليه ونبأه وعرض عليه في يقظته مما سيكون من الحوادث في الدنيا والآخرة لينبئ معاصريه وآخرين لما يلحقوا بهم من الأجيال اللاحقة.

والنبيون ثلاثة أصناف:

1. من أرسل بالنبوة وأنزل عليه الكتاب للناس ابتداء مثل موسى وعيسى ومحمد فهم رسل الله بالبينات لما في الكتاب الذي أنزل عليهم ابتداء وبالبينات لما جاء به النبيون قبلهم.

2. ومنهم من أرسل بالنبوة وبالبينات لما في الكتاب الذي جاء به النبيون قبله وهم أنبياء بني إسرائيل بعد موسى.

3. ومنهم النبيون قبل موسى آتاهم ربهم الكتاب فحفظوه عن ظهر قلب وعلموه تعلما خارقا وعلموا أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي.

وقد أهلك الله جميع الأمم المكذبة وما بلغت معشار ما جاء به النبيون من العلم.

وإن الذي جاء به النبيون هو الكتاب الذي أنزل معهم جميعا وبيناته والنبوة التي ستقع على الأجيال اللاحقة بعدهم.

إن النبوة أخص من العلم وهو البينات لما في الكتاب، فالنبوة هي موعودات أوحيت أو عرضت على النبيين ولم يظهر الله عليها غيرهم قبلهم، نبأهم الله بها فجعلهم أنبياء ينبئون معاصريهم مما سيكون في الأجيال اللاحقة أي من غيبها، وكانت أحاديث النبي عن الغيب الموعود من النبوة التي منّ الله على قوم النبيّ فجعلها فيهم وقد يتوارثونها حديثا أو كتابا مكتوبا كتبوه بأيديهم، وإن منها الحديث الصحيح "إن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني أن النبيين قبل التوراة وقبل نوح قد قالوا " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " للدلالة على أن سيكون في آخر الزمان عرايا من الحياء يصنعون ما يشاءون من الفواحش والإثم والبغي ولقد وقد أصبحت تلك النبوة شهادة أدركها الناس الذين عاصروا خاتم النبيين ? وتحققت فيهم فما بالك بما آل إليه الناس بعد أكثر من أربعة عشر قرنا.

وإن النبوة الثانية بعد الأولى هي التي ابتدئت بموسى وهارون بعد هلاك فرعون ولقد تضمنتها الكتب الثلاثة المنزلة من عند الله إذ تضمنت التوراة نبوة موسى، وتضمن الإنجيل نبوة عيسى، وتضمن القرآن نبوة خاتم النبيين ? إلى الناس جميعا ونبوة من قبله من النبيين وتبيان ذلك وتفصيله هو القصد والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير