وعلم العبد بربه تعالى وأسمائه وصفاته وأحكامه , هو قُطب رَحى السعادة , ومفتاح الفضل والزيادة , فمن رُزق فيه مقام صدق لم يخطئه مَغنم , ولم يأسف على فائت , لأنه حاز القَدح المُعَلى , والفوز المُجَلى , فهو العلم الجدير بأن تصرف نفائس الأوقات في تحصيله , وتُقدم أعظم التضحيات في سبيل بلوغه , فإن ثمرته لا تعدلها ثمرة , وحسرة حرمانها لا تعدلها حسرة , والحاجة إليه لا تعدلها حاجة , بل إن كل علم لا يوصل إليه ولا يُعين عليه مضيعة وقت , ومجلبة مقت. ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn1))
أهيمة البحث:
المتأمل في هذه القاعدة يرى أن مَصبُها على موضوع الأسماء والصفات , فأهميتها مستمدة من أهمية ذلك العلم , ومن ذلك:
1. أن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق , فشرف العلم بشرف المعلوم , والإشتغال فيه اشتغال بأعلى المطالب , وحصوله للعبد من أشرف المواهب.
2. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص من أشرف المعارف كما قال ذلك ابن القيم –رحمه الله- فهو يوقف العبد على كنوز من التدبر عظيمة ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn1)).
3. العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم , فمصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى , وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn2) فعلى قدر علم العبد بربه وعمله بما يقتضيه ذلك العلم ترتفع درجته، وتسمو همته، وتزكو نفسه، ويثمر غرسه، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وإنما صلاح العبادة بصلاح العلم، فالعلم بالله أصل الدين كله. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn3)
4. العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى مما يزيد الإيمان ويقويه , فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn4)
5. العلم بأسماء الله وصفاته قرة عين العابد المستقيم , وسلوة خاطر المستظيم , وفرج المهموم والمغموم إذا تكالبت عليه الكروب , وتعاورته الخطوب , فكلما علم العبد أن له ربا سميعا عليما سكنت نفسه , وطابت سريرته. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn5)
6. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص واعتقادها هي خصيصة لأهل السنة والجماعة , ومزلة قدم لأهل البدع والضلال.
وغير ذلك الكثير مما يدخل في أهمية هذا الموضوع , وأما أهميته ككونه قاعدة من قواعد التفسير فقد أشرت إلى شيء من ذلك في التمهيد.
ـــــــــــــــ
([1]) ينظر المرتبع الأسنى ص 5
([1]) بدائع الفوائد
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref2) ينظر منهج ابن القيم في الأسماء الحسنى 5
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref3) المرتبع الأسنى 7
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref4) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للسعدي ص 47
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref5) ينظر المرتبع الأسنى 21
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:11 م]ـ
منهج البحث:
1. عزوت الآيات فذكرت اسم السورة ورقم الآيه.
2. عزوت الأحاديث إلى مصادرها الأصلية.
3. حصرت جميع الأسماء المقترنة التي وردت في القرآن وعدد مرات ورودها.
4. رتبت الأسماء المقترنة على حسب أكثرية ورودها , وعند تساويهما في العدد رتبتها ترتيبا أبجديا.
5. بينت معنى كل إسم من الأسماء المقترنة.
6. سردت تحت كل إقتران الآيات التي وردت فيها , ثم أقوال العلماء في هذا الإقتران إن وجد.
خطة البحث:
· المقدمة
· التمهيد
· المبحث الأول: دراسة قاعدة (الاقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على مزيد من الكمال)
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: التعريف بالقاعدة.
المطلب الثاني: نصوص العلماء في تقريرها , واعتمادها.
المطلب الثالث: ضوابط الاقتران بين أسماء الله الحسنى.
· المبحث الثاني: تطبيقات القاعدة.
المطلب الأول: أمثلة تطبيقية على القاعدة.
المطلب الثاني: حصر الأسماء المقترنة.
· الخاتمة.
هذا والله الموفق , والمسدد , والمعين , وهو حسبي ونعم الوكيل.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:16 م]ـ
لعلي أقف إلى هنا وأنتظر تعقيبكم , فالبحث حقيقة لم أرض به على ما هو عليه , لذلك عزمت النية على العودة له وتنقيحه , وما عرضته عليكم إلا من أجل هذا , وسأنزل بإذن الله كل ما يسر الله شيء من البحث للتعليق والإثراء.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
¥