شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال عنه مؤرخ الإسلام، الحافظ أبو عبدالله الذهبي في المعجم المختص:" الإمام العلامة الحافظ الحجة فريد العصر بحر العلوم كان إماما متبحرا في علوم الديانة صحيح الذهن سريع الإدراك سيال الفهم كثير المحاسن".
وترجمه في معجم شيوخه بترجمة طويلة منها قوله:" شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علما ومعرفة وذكاء وتنويرا إلهيا ونصحا للأمة .. سمع الحديث، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته، وخرج ونظر في الرجال والطبقات فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث معزوا إلى أصوله وصحابته مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل. وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب و فتاوى الصحابة والتابعين ".
ومثل هذا المعنى ذكره أيضا ابن عبد الهادي عن الذهبي قال:"وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير".
وذكره ابن سيد الناس رحمه الله فقال:"كاد يستوعب السنن والآثار حفظا".
وقال الذهبي أيضا في معجم شيوخه:"أتقن العربية أصولا وفروعا وتعليلا واختلافا ونظر في العقليات وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطأهم وحذر ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلى فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى مثل نفسه"
وقال الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله: "ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه".
وقال له ابن دقيق العيد وقد اجتمع به:" ما كنت أظن أن الله بقى يخلق مثلك".
وقال عنه الإمام السيوطي رحمه الله:"المجتهد، المفسرالبارع، برع في الرجال، وعلل الحديث، وفقهه، وفي علوم الإسلام، وكان من بحورالعلم، ومن الأذكياء المعدودين".
ونظرا لبراعته في هذه العلوم كلها، ومهارته فيها، قال عنه المؤرخ الذهبي رحمه الله:"أعجوبة الزمان، بحر العلوم، حبر القرآن".
كيف لايكون كذلك؟ وهو الذي: " قرأ القرآن، والفقه، وناظر، واستدل، وهو دون البلوغ. وبرع في العلم، والتفسير، وأفتى، ودرس، وهو دون العشرين!! "، كما أورد ذلك الحافظ ابن حجر عن الذهبي.
وقال الذهبي أيضا في موضع آخر:" كان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت".
لاعجب إذن، إن تحير فيه أعيان بلده، وعلماء عصره، وقد رأو نبوغه منذ صغره. قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني:" كان إذا سئل عن فن من العلم، ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله، ولا يعرف أنه تكلم في علم من العلوم سواءأكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه!! ".
وقال الذهبي رحمه الله:"ولفرط إمامته في التفسير، وعظم اطلاعه، يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين، ويوهي أقوالا عديدة، وينصر قولا واحدا، موافقا لما دل عليه القرآن والحديث".
وقال أيضا:" وله من استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحير فيه".
وقال أيضا رحمه الله:" وما رأيت أسرع انتزاعا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه؛ وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه".
وقال عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله:"كان رحمه الله، فريد دهره في فهم القرآن".
وتحدث عنه الذهبي أيضا فقال:"حصل ما لم يحصله غيره، وبرع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه، بطبع سيال، وخاطر وقاد، إلى مواضع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها".
وفي هذا يقول عن نفسه رحمه الله:"قد فتح الله علي في هذا الحصن، في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ".
وخلاصة القول فيه رحمه الله، أنه كان كما ذكر ابن سيد الناس:" إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته"، أو كما ذكر المؤرخ الذهبي الذي قال:
"وأما التفسير فمسلم إليه"وقال:"ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى".
لاشك إذن أن ما تركه لنا هذا الإمام الكبير من التفسير كنز لا يقدر بثمن!
العلامة الإمام ابن القيم:
¥