أما الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله، فقد كان تلميذ شيخ الإسلام، ولزمه منذ مرجعه الى الشام وحتى وفاته، أي مدة ستة عشر عام. وكان كثير اقتفاء أثره، شديد الإقتداء به،"حتى كان لا يخرج عن شيءمن أقواله" كما قال الحافظ بن حجر رحمه الله حينما ذكرهما معا وأثنى عليهما أثناء حديثه عن تصانيف الإمام ابن القيم، التي تدل على علو منزلته العلمية فقال:"ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته".
ولم يقل هذا الحافظ الكبير هذه الكلمة في العلامة ابن القيم رحمه الله، إلا لعظم مكانته العلمية، والتي شهد له بها أكابر العلماء.
قال القاضي برهان الدين الزرعي عنه:"ما تحت أديم السماء أوسع علما منه".
وقال ابن كثير:"برع في العلوم المتعددة، لا سيما علم التفسير، والحديث، والأصلين، ولما عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية لازمه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علما جما، فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة".
وقال عنه الإمام السيوطي: " العلامة، صنف وناظر، واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير، والحديث، والفروع، والأصلين، والعربية".
وقال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله: "صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف" ... "كان واسع العلم، عارفا بالخلاف ومذاهب السلف".
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي:"الشيخ، الامام، العلامة، شمس الدين، أحد المحققين، علم المصنفين، نادرة المفسرين، له التصانيف الانيقة، والتآليف التي في علوم الشريعة والحقيقة. لازم الشيخ تقي الدين، وأخذ عنه علما جما، وكان ذا فنون من العلوم، وخاصة التفسير والاصول من المنطوق والمفهوم".
وقال الذهبي في المختصر:"عنى بالحديث ومتونه، وبعض رجاله. وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وتدريسه، وفي الأصلين".
وقال عنه ابن رجب:"الفقيه، الأصولي، المفسر، النحوي، العارف، برع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه. وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وتعلم الكلام، والنحو، وغير ذلك، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى، ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه".
فتأمل معي كيف شهد له هؤلاء العلماء بالنبوغ والرسوخ في سائر العلوم ولاسيما علم التفسير الذي أتقنه وبرع فيه .. فما أشد حاجتنا الى النهل والإستفادة من تفسيراته القيمة لكتاب الله تعالى .. وتأمل معي وفقك الله وجعلك من الراسخين في علم الكتاب والسنة عند تفسير الإمامين الجليلين لأم القرآن كيف كان الإمام ابن القيم كثير اقتفاء أثرشيخ الإسلام، شديد الإقتداء به،"حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله" كما قال الحافظ بن حجر رحمه الله، وسنعمل بإذن الله تعالى على ملاحظة ذلك في سائر ما بقي من كتاب الله الى آخر سورة منه ..
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
انتقل الى هذا الرابط:
تفسير سورة الفاتحة وحديث الإمامين عن فضائلها. ( http://tafsir.net/vb/t20623.html)
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[13 Jul 2010, 09:08 م]ـ
تذكر استعن بالله ولاتعجز، وقد بدأت في أمر جلل!
ولايثنيك قول أصحاب الهمم الضعيفة، الذين يستطيلون المشاريع ولايعملون شيئا!!
وتوكل على الله إنك على الحق المبين.