تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حتى هذه اللحظة, لا يوجد ما يثبت قطعا موقع هيكل سليمان, و ادعاؤهم بوجود حائط المبكى تحت المسجد الأقصى, ليس سوى زور وكذب يخدعون به الأمم التي ترفض الحق والمصداقية التاريخية والعلمية , فأكاذيبهم استدرار لعطف الشعوب الغافلة, لدعمهم في اغتصاب أرضنا الحبيبة!!!!

للأسف الشديد .. وأقول للأسف الشديد ... إن كثيرا من هذه الإسرائيليات اندسّ عن عمد وتخطيط وقصد, اندسّ في ميراثنا الإسلامي وتماهى مع أصولنا الإسلامية, بمكر بحيث يصعب عزلها كشائبة عن جوهر الدين!!!!

يؤلمني جدا أن كثيرا من كتب الأقدمين والتي نأخذها كمراجع وأصول, تعجّ بتلك الإسرائيليات!!!!

يؤلمني جدا أن من على منابرنا يستشهد وينشر الكثير مما ورد في تلك الكتب, دون دراية أنها تروّج لأباطيل, تظهر ديننا على أنه خيال ووهم وخرافة!!!!!!

لهذا قام العديد من علمائنا الأفاضل بالتفرغ والتركيز لتنقية تراثنا الديني من تخاريف وأكاذيب تشكك بصدقه وعظيم منزلته, وعملهم هذا يسمى (تحقيق) ويعني, الدخول في عملية تدقيق ومقارنه وتحليل المعلومات للتحقق وجمع الأدلّة لتثبت يقينا صحة معلومة ما, والتحقيق هذا يعتمد على كثير من المصادر المتنوعة وأولها, القرآن الكريم ثم السنّة المؤكدة, وأيضا على ما صحّ من آثار وأوابد ومخطوطات, وأيضا على كل المنجزات العلمية الحديثة ذات الصلة, والهدف من هذا هو فصل الصحيح المؤكد من العقيدة, عما زيف وحرف وزور!!!!!!

جهود هؤلاء العلماء الأفاضل في (تحقيق) كتب الأقدمين, لا تزال فردية بمعنى, أنه لم يتم تبني جهودهم من قبل مؤسسات رسمية بل هو جهد فردي خاص.

جهودهم في تحقيق كتب الأولين لا تزال فتية خجولة تحتاج من يدعمها ويفتح أمامها السبل.

عملهم من أرقى أنواع الجهاد في سبيل الله وأعظم وسائل الدعوة للدين الحق.

وعملهم يفضح من زيّف وكذّب على البشرية جمعاء, مدّعين أن أباطيلهم, هي أصل التراث الإنساني ومنبع الأصول والقيم!!!!!!

عملهم من أعظم أساليب البحث العلمي الجاد المسؤول, فهو يضع بين يدي البشرية الحقائق التي تنظم حياتهم وترقى بهم للعيش بنعمة السعادة والعدل والأمن والسلام.

من أجل ذلك ومن الآن فصاعدا, وجب علينا عند تناول أي موضوع يخص الدين, يجب أن نجتهد ونسعى بدأب وصبر للمصادر الموثّقة تلمسا للأمانة من جهة, ومن جهة أخرى, كي لا نكون مثل دواب تشد لجامها أيدي المبغضين!!!! وحاشا للمسلم أن يكون ذلك .......

في كتابنا الكريم, ذكرت قصة ابني آدم عليه السلام, حيث قدما قربانا لله عز وجل, لم يتقبل هذا القربان من أحدهما وتقبل من الآخر, مما أغضب أحدهم وقتل أخيه ...... هذا هو الطرح القرآني للواقعة, فهي لم تذكر اسم أيّ من الأخوين ولم يرد في السنة المؤكدة اسم أي منهما!!!

فكيف نسمح لأنفسنا بتبني اسمي (قابيل وهابيل)؟؟؟؟

إذا أغفل القرآن والسنة معلومة ما فكيف أسمح لنفسي بإقحام معلومة (قابيل وهابيل) ولا يوجد ما يثبتها في دين الله, بل وأزيد ما هو كاذب, حيث يروج البعض أن سبب اقتتالهما لا يعود للقربان, بل بسبب فتاة أرادها كلاهما!!!!

هذا المثل يبين كيفية دخول مفاهيم غير مؤكدة, بل وبعضها كاذب تماما, لثقافتنا الإسلامية!!!!!!

قصة السيدة مريم عليها السلام, يكثر فيها مثل تلك الإسرائيليات, إذ تقول كتبهم أن يوسف النجار هو من تكفل بها أثناء حملها وولادتها وتنشئة ابنها إضافة لكثير من التفاصيل!!!

لكن القرآن الكريم لم يتحدث عن أي من ذلك, و يذكر أن سيدنا زكريا هو من كفلها ..... وأنا كمسلمة أكتفي و أثق وأومن بما نصه القرآن فلا أجد سببا لافتراض شخصا آخر مثل يوسف النجار!!!

وعندما يسكت القرآن الكريم عن كيفية تنشئة السيد المسيح عليه السلام, ولم يرد أثرا في السنة الشريفة, عند ذلك أسكت أنا أيضا ولا أجد ما يدفعني للبحث عند الآخرين أعرف يقينا أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه!!!!!!

عندما أريد إثبات حقي ومصداقية تراثي, كيف يمكن الاستعانة بطرف لا يعترف بي أصلا!!!! بل ويعتبرني حيواناً وجد ليخدمه!!!! أي غباء هذا؟؟؟؟؟؟

عندما أريد إثبات حقيقة ما, كيف أستشهد بأقوال من اشتهر بالكذب والتحريف!!!!!! أي غباء هذا؟؟؟؟؟

نعلم يقينا أن الأنفاس الشيطانية والأيدي الملوثة, استطاعت عبر غفلتنا, أن تلوث بعض آثارنا القرآنية غايتها قتل الدين من داخله, كما تعودت عليه في الديانات الأخرى ......

أيديهم التي امتهنت سرقة الآخرين, تطاولت على الحديث النبوي, فكان لا بد من القيام (بالتحقيق) وفصل الأحاديث المؤكدة عن الموضوعة والكاذبة.

عصرنا عصر العلوم المذهلة والتقنيات العظيمة, هو عصر البحث العلمي الدؤوب, والتخصص لأبعد الحدود, فلنأخذ من أدوات عصرنا ما يدفع بديننا نحو التصدر, لأنه الوثيقة السماوية الوحيدة الباقية لدى البشر, إنه ذكر تكفل الله تعالى بحفظه, فلا نكونّن كحمار يحمل أسفارا!!!

وحاشا للمسلم أن يكون كذلك .......

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير