تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أكرر شكري لأخي محمد بن جماعة على هذه المقالة الموفقة، وأرجو أن يكون فيما علَّقتُ به فائدة، وهي اجتهاد قابل للنقاش، وحياةُ العلمِ بالمذاكرة والمدارسة.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:36 م]ـ

شكر الله لك أخي الفاضل محمد بن جماعة على هذه الرحلة التاريخية القيمة مع علم التفسير، جزاك الله خيراً.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:09 م]ـ

حياكم الله، أختي سمر، وأخي عبد الرحمن.

أسعدتني ملاحظاتك، يا أبا عبد الله. واسمح لي بالتعليق هنا:

1 - تقسيم تاريخ التفسير الذي أوردته في البحث إنما قام به د. صلاح عبد الفتاح الخالدي (كما أشرت في الحاشية رقم2)، ولست أنا واضعه في الحقيقة. غير أنني أعتقد أن هذا التقسيم جيد، وتمر به جميع العلوم. فما من علم يتأسس إلا ويمر بهذه المراحل الأربعة، بشكل أو بآخر: التأسيس، التأصيل، التفريع، التجديد.

وحين نتكلم عن التطور التاريخي لعلم من العلوم، فإن التتابع بين المراحل لا يعني عدم وجود تداخل في ما بينها. وإنما نبحث دائما عما يمكن تسميته بـ"اللحظات الفارقة" التي تشكّل نقلة من من حالة لحالة آخر. بل قد نجد أيضا ما يسمى بـ (الدَّوْر) أي العودة للوراء أو المرحلة السابقة.

ولذلك، فإبراز الطبري (كعلامة فارقة في حركة التفسير) لا يُفهم منه إلغاءً لمجهود سابقيه أو لاحقيه في عملية التأصيل. وإنما يعود له الفضل في كونه أول من أسس منهجية متكاملة، تعتمد على أصول ثلاثة واضحة: اللغة، والأثر، والترجيح والاستنباط. وباعتباره أيضا أول من فسر القرآن آية آية. وهذه لوحدها تمثل نقلة هامة تستحق أن تذكر كلحظة فارقة في التأريخ للتفسير.

2 - أما بالنسبة لمصطلح (التجديد)، فأدرك ما قد يتبادر للذهن من مثل هذه المصطلحات. غير أنني لا أقصد ذلك، وإنما المقصود من هذه العبارة العودة (للحركة والنشاط) في ميدان التفسير بأدوات وأشكال تختلف عن الفترة السابقة التي عنيت بالتفريع والتطبيقات وأهملت الابتكار.

3 - وأما اهتمام الفقهاء بخدمة القرآن، فهذا مما لا شك فيه. وأنا أرى أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الحقيقيان لجميع علوم الدين.

مع خالص التحية

ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:32 ص]ـ

3 - ذكر أخي محمد بن جماعة وهو يعدد معالم منهج الإمام الطبري في تفسيره أن (غالب ما رواه عن أهل اللغة متعلق بالإعراب)، وهذا قد يكون فيه شيء من الصواب، ولكنَّ ما نقله عن أهل اللغة من بيان معاني المفردات أكثر مما نقله من بيان التراكيب ودلالاتها، وقد قرأتُ التفسير ولله الحمد عدة مرات ورأيتُ عناية كبيرة ظاهرة بالمفردات وبيانها، وقد أفردها بعض الباحثين فجاءت في مجلدين وفاته الكثير، وأشار إلى هذا من درسوا منهجه في النحو كالدكتور صالح الفراج في رسالته (الطبري ومنهجه في النحو)، وهو يعتمد على الفراء والأخفش الأوسط في المسائل النحوية كثيراً وله اجتهاداته التي لا تنكر ويغلب عليه الجانب الكوفي لكثرة استخدامه لمصطلحاتهم. وقد أضاف الطبري الكثير من البيان العالي المفصل للمفردات اللغوية أضاف به ثروة مشكورة على ما نقله عن أهل اللغة قبله

قال السيد أحمد صقر_رحمه الله_ في مقدمة تحقيقه لكتاب (تفسير غريب القرآن) لابن قتيبة: ومما يستلفت النظر أن أباجعفر الطبري قد انتفع بكتاب الغريب هذا انتفاعا كبيرا، ونقل ألفاظه في بعض المواطن نقلا حرفيا دون أن يشير إلى ابن قتيبة بأية إشارة واضحة أو مبهمة كالواضحة. مثل ما فعل مع الفراء وأبي عبيدة. وكثير من المواطن التي لم ينقل فيها ألفاظ ابن قتيبة وعبر فيها بألفاظه وأسلوبه يجد فيها القارئ الحصيف ريح كلام ابن قتيبة. وما أشبههما إلا ببحر كبير عارم الموج مر بجدول صغير فاستاق ماءه ومضى به.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:20 ص]ـ

وباعتباره أيضا أول من فسر القرآن آية آية. وهذه لوحدها تمثل نقلة هامة تستحق أن تذكر كلحظة فارقة في التأريخ للتفسير.

ما الدليل على ذلك؟ والمفقود من الكتب لا يمكن القطع بخلوه من ذلك، فالأفضل لنا هنا قول: مِنْ أول ..

2 - أما بالنسبة لمصطلح (التجديد)، فأدرك ما قد يتبادر للذهن من مثل هذه المصطلحات. غير أنني لا أقصد ذلك، وإنما المقصود من هذه العبارة العودة (للحركة والنشاط) في ميدان التفسير بأدوات وأشكال تختلف عن الفترة السابقة التي عُنيِت بالتفريع والتطبيقات وأهملت الابتكار.

القارئ لا يعرف مقصودك الخاص، فليتك بينت مقصودك بالتجديد في أول الفقرة، علماً أن العودة بأدوات مختلفة غير منضبطة مع أصول التفسير لا يعتبر تجديداً بل قد يعتبر إفساداً للمنهج نفسه كما يحاوله اليوم كثير من أدعياء التجديد، وهنا كتيب جيد للشيخ محمد المنجد يتحدث عن كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المجددين بأدوات مختلفة ((بدعة إعادة فهم النص) للشيخ محمد المنجد (كتاب و محاضرة) ( http://www.tafsir.net/vb/t20803.html)) .

وأما اهتمام الفقهاء بخدمة القرآن، فهذا مما لا شك فيه. وأنا أرى أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الحقيقيان لجميع علوم الدين.

لا شك أنهما علمان جليلان، ولكنهما لم يستوعبا علم التفسير - باعتبار حديثنا هنا عنه - وهو يتميز عنهما منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، فهم يجتمعون على خدمة القرآن ولا شك، ولكنهما لا يستوعبان التفسير ضمن مسائلهما حتى في أول نشأتهما، والحديث عن التدوين في العلوم عندما نقول إن التفسير كان في بداية تدوينه ملحقاً بأبواب كتب الحديث، ليس معناه عدم تميز علم التفسير في مجالس العلم قبل ذلك.

والله يحفظكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير