تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعد .. فأحسب أنى قد أفضت فى الكلام عن هذا التفسير، وتوسعت فى الحديث عنه، وأقول: إن السر فى ذلك هو أن الكتاب يُعتبر المرجع الأول والأهم للتفسير بالمأثور، وتلك ميزة لا نعرفها لغيره من كتب التفسير بالرواية.))

هذان النصان، جعلاني أميل للقول بأن الطبري هو أول من فسر القرآن آية آية. وأرى أن كلامي ليس فيه خطأ من ناحية الصدق العلمي. فالتفسير الأول الذي وصل إلينا كاملا وقد فسر القرآن آية آية هو تفسير الطبري. ولا يوجد أي دليل ملموس على خلاف ذلك. ولذلك فتقريري لأولية تفسير الطبري في هذا الموضوع مقبولٌ علميا، إلى أن يأتي ما يخالف ذلك. ويفترض بالباحث أن يحكم على ما ما بين يديه من المعلومات، وليس على احتمال وجود معلومات لم تصل إليه.

وإن كانت هناك مراجع أخرى يمكن إحالتي عليها في هذا الموضوع، فأرجو إحالتي عليها أو ذكر بعض النصوص منها. فما يهمني هو المعرفة فقط، وأكون لكم من الشاكرين.

2 - بالنسبة لقولك: ((القارئ لا يعرف مقصودك الخاص، فليتك بينت مقصودك بالتجديد في أول الفقرة، علماً أن العودة بأدوات مختلفة غير منضبطة مع أصول التفسير لا يعتبر تجديداً بل قد يعتبر إفساداً للمنهج نفسه كما يحاوله اليوم كثير من أدعياء التجديد، وهنا كتيب جيد للشيخ محمد المنجد يتحدث عن كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المجددين بأدوات مختلفة ((بدعة إعادة فهم النص) للشيخ محمد المنجد (كتاب و محاضرة ( http://www.tafsir.net/vb/t20803.html)))

أقول: صدقت، لعل كلامي يحتاج لدقة أكثر. وحسبي أني وضحت في تعليقي الأخير أنني لم أقصد ذلك:) وأشكرك على الإحالة، وقد قمت بتنزيل الكتيب هذا الصباح وسأطلع عليه بإذن الله للاستفادة.

3 - وبالنسبة للملاحظة الثالثة حول قولي بأن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الرئيسيان لعلوم الدين: ((لا شك أنهما علمان جليلان، ولكنهما لم يستوعبا علم التفسير - باعتبار حديثنا هنا عنه - وهو يتميز عنهما منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، فهم يجتمعون على خدمة القرآن ولا شك، ولكنهما لا يستوعبان التفسير ضمن مسائلهما حتى في أول نشأتهما، والحديث عن التدوين في العلوم عندما نقول إن التفسير كان في بداية تدوينه ملحقاً بأبواب كتب الحديث، ليس معناه عدم تميز علم التفسير في مجالس العلم قبل ذلك))

لعلي لم أفهم مقصودك جيدا. فأنا علّقت متفقا معك في كلامك التالي: ((يخطئُ عندما نظنُّ أنَّ العلوم التي عُنيت ببيان معاني القرآن هي كتب التفسير بالمعنى الاصطلاحي فقط، ولذلك نتهم المفسرين بأنهم أغفلوا كذا ولم يتنبهوا لكذا. والذي أراه أنَّ بيان معاني القرآن الكريم مشروعٌ تقاسَمه علماءُ الأمةِ بحسب تخصصاتهم، وخدموه من زوايا مختلفةٍ تكاملت مع كتب التفسير في بيان المعاني الدقيقة للقرآن الكريم، فعلماء الفقه خدموا القرآن الكريم بفهمهم الدقيق لأدلة الأحكام منه، وبالغوا في تتبع جزئياتها، وأكمل فقهَهُم للقرآن مَنْ صنَّفَ في آيات الأحكام بعد ذلك من المفسرين والفقهاء، والفقهاء والأصوليون كلهم كانوا ينطلقون من القرآن ويدورون حوله، وليس هناك فقيهٌ في الإسلام لم يتخذ القرآن أساساً لفقهه قط، لا أصحابُ الحديث ولا أصحابُ الرأي ولا غيرهم. وقل مثلَ ذلك في علماء العقيدة ومسائلها فقد فسروا آيات العقيدة في القرآن وخدموها خدمةً جليلةً ودقَّقوا في أوجه الاستدلال بهذه الآيات حتى أصبحت في غاية الوضوح، ومَن توسَّعَ من المفسرين في بيان آياتِ الاعتقاد فهو يُسدِّدُ جُهودَ عُلماء الاعتقاد ويساندُها في فهم تلك الآيات، والقليلُ من المفسرين مَنْ يتوسَّعُ في بيان الآيات الفقهية العمليَّةِ اكتفاءً بعمل الفقهاء الذين قد يكون هو نفسه منهم، وله تصانيف في الفقه. وعلماء الأصول بنوا أدلتهم في مجملها على القرآن كمصدر أول للأدلة وكم لهم من القواعد والأصول في فهم القرآن كان المفسرون عالةً عليهم فيها بعد ذلك، وعلماء البلاغة بنوا علم البلاغة على القرآن وأساليب البيان فيه، ومثلهم علماء النحو، فكانت كتب البلاغة والنحو خادمة للغة القرآن، وتفسيراً له من زاوية لغوية.))

نعم، أتفق معك في هذا، وأنا أعتبر أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الرئيسيان (ولم أقل: الوحيدان) لعلوم الدين. ولا ينفي هذا وجود ممارسة تفسيرية لبعض الصحابة والتابعين خارج نطاق (الحديث) و (الفقه).

وأرغب في الاستفادة منكم في هذه المسائل، فلعل استدلالاتكم ونقولكم تساعدني في تطوير الانطباع الذي تولد لدي في هذا الموضوع.

جزاكم الله خيرا.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:54 ص]ـ

معذرة: أود الإشارة إلى إحالة أخرى بخصوص تفسير الطبري.

قد يفيد الاطلاع أيضا على كلام للدكتور صلاح الخالدي في هذا الموضوع، في كتابه (تعريف الدارسين بمناهج المفسرين) من ص 39 إلى ص 41.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:07 ص]ـ

أحسنتم بارك الله فيكم يا أبا أحمد، وأشكرك على تعقيباتك النافعة.

وما زلتُ أرى أنَّ (تاريخ التفسير) لم يعط حقه من التتبع العلمي، ومراعاة قواعد التاريخ للعلم، ولا سيما في النقاط المفصليَّة التي أشرتم إلى بعضها في مقالكم وفقكم الله، ومعظم الباحثين يعتمدون على كتاب الدكتور الذهبي رحمه الله، والإضافات التي أضافها المتأخرون قليلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير