تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال شيخ الإسلام: ((قيل في قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ،إذا كان المصحفُ الذي كُتِب فيه طاهرًا لا يمسُّه إلاّ البدن الطاهر، فالمعاني التي هي باطنُ القرآن لا يمسُّها إلاّ القلوبُ المطهرة، وأما القلوب المنجسة لا تمسُّ حقائقَه، فهذا معنىً صحيح ... فالذنوب تَرِيْنُ على القلوب حتى تَمنعها فهمَ القرآن، وإذا كان هذا المعنى صحيحًا فقياسُ طهارةِ القلب على طهارة البدن فيما يُشتَرط له الطهارةُ من مسِّ القرآن = إشارةٌ حَسَنَة)).

وهذا يبين مراد ابن القيم ورتبة هذه الدلالة عنده ..

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:43 م]ـ

إذا أطلق المصحف فإنما يقصد به الأوراق المطبوعة بين الدفتين - وهذا مخلوق - وأما آية الواقعة فتصف اللوح المحفوظ الذي في السماء، وهو المقصود بمثل قوله تعالى {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام38 وهذا لا تصل إليه أيدي البشر- بل ولا الجن - كما هو معلوم. وليس بالمصحف مثل قوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} النحل98 وقوله {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً} الإسراء45 ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ من كتاب، وإنما يحفظ بقلبه، كما حفظ العرب من قبل دواوين الأدب الجاهلي.

أما ابن القيم فاستطرد من الكتاب إلى المصحف، و قوله " لا يمس المصحف إلا طاهر " أظهر منه الحديث الشريف " لا يمس القرآن إلا طاهر" وقد وضح الفرق بين القرآن والمصحف الذي ليس له في القرآن ذكر، فلم يكن إلا زمن عثمان. ولست من أهل الفقه، لكن يمكن القول هنا: يحمل الحديث - فضلا عن كلام ابن القيم - على الاستحباب وهذا لا خلاف فيه، وليس على الوجوب .. ومع ذلك، فالسؤال قائم: هل من قرأ القرآن بلسانه أو من المصحف - غير طاهر - آثم؟ أما الاستحباب فلا خلاف فيه، ولكن هل يقال بالوجوب، ومن خالف يأثم؟ هذا الذي يحتاج الدليل

ولم تكن هذي مني فتوى، وإنما هي استنباطات لغوية

وأما الفتوى فصاحبها الألباني رحمه الله وإنما توسعت في الأمر - من ناحية لغوية - بناء عليها

والحمدلله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير