تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 ـ من أسماء أنبياء بني إسرائيل (سليمان عليه السلام)، وفيه معنى السلام، وهو مأخوذ من مادة (سلم)، وقد جاء في قاموس الكتاب المقدس (ص: 481) ما نصه: ((سليمان: اسم عبري معناه: رجل سلام). وارجع إلى تحليل أكثر لهذا الاسم في كتاب العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن لرؤوف أبو سعدة (2: 159 وما بعدها) = تجد وضوح عربية هذا الاسم، وأنه جاء على صيغة العربية المنطوق بها آنذاك.

3 ـ ورد في صحيح مسلم في قصة موسى مع الخضر ما نصُّه: (( ... قال يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلاً مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى.

فقال له الخضر: أنَّى بأرضك السلام.

قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل)) (صحيح مسلم ج: 4 ص: 1848). وهذا يدخل في تفسير قول الله لآدم: (فإنها تحيتك وتحية ذريتك)، والسلام ـ فيما يظهر ـ مما بقي عند أصحاب الديانات السماوية، كما ذكرت لك سابقًا.

أقول هذا من باب الاحتمال والظنِّ والله أعلم.

4 ـ لازال اليهود إلى اليوم يقولون (شالوم) بمعنى السلام، وهم يُشيِّنون السين (أي: يجعلون السين شينًا).

ومن باب الاستطراد أيضًا تجد أحبارهم وقساوسة النصارى يقولون في خاتمة دعائهم (آمين) إلى اليوم، فمن أخذ من مَنْ إلا أن تكون اللغة بينهم واحدة المصدر.

وإنني أدعو إلى بحث فكرة الاشتقاق عند مفسري السلف واللغويين، فإنه سيظهر بجمع المواد التي حُكي فيها الاشتقاق فوائد جمَّة، قد تدلنا على خيوطٍ في أصول العربية القديمة تلك اللغة الشريفة التي مرَّت بعصور من التطور والتحوُّر، لكنها لم تتغير في أصولها الاشتقاقية.

وإني أُدرِك أن بعض الاشتقاقات التي ذكرها مفسرو السلف قد يُعترضُ عليها وتُضعَّف، بل قد يحكم بعضهم على بعض هذه التحليلات الاشتقاقية بالسذاجة، لكن النظر هنا إلى وجود أصل هذه الفكرة، ووردها عندهم، وإدراكهم لها، ومن الأمثلة على هذه الاشتقاقات عند المفسرين:

1 ـ عن أبي العالية قال: ((إنما سمي العِجْل لأنهم عجلوا، فاتخذوه قبل أن يأتيهم موسى)) (تفسير الطبري ط: الحلبي 1: 283).

2 ـ قال مقاتل: ((تفسير آدم عليه السلام لأنه خلق من أديم الأرض، وتفسير حواء لأنها خلقت من حي، وتفسير نوح لأنه ناح على قومه، وتفسير إبراهيم: أبو الأمم، ويقال: أب رحيم، وتفسير إسحاق لضحك سارة، ويعقوب، لأنه خرج من بطن أمه قابضًا على عقب العيص، وتفسير يوسف زيادة في الحسن، وتفسير يحيى: أحيي من بين ميتين؛ لأنه خرج من بين شيخ كبير وعجوز عاقر صلى الله عليهم أجمعين)). تفسير مقاتل (3: 53).

هذا، وسيأتي الحديث عن هؤلاء الأعلام الكرام الذين ذكرهم مقاتل، وبيان أصول عربية هذه أسمائهم إن شاء الله.

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:28 م]ـ

[ align=center].

وإنني أدعو إلى بحث فكرة الاشتقاق عند مفسري السلف واللغويين، فإنه سيظهر بجمع المواد التي حُكي فيها الاشتقاق فوائد جمَّة، قد تدلنا على خيوطٍ في أصول العربية القديمة تلك اللغة الشريفة التي مرَّت بعصور من التطور والتحوُّر، لكنها لم تتغير في أصولها الاشتقاقية

موضوع بحث متميز أردت إبرازه لينتفع به الزملاء الذين يبحثون عن موضوعات صالحة للبحث

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:32 م]ـ

ألاحظ أن فضيلة الشيخ وكتابا آخرين حينما يحاولون دراسة الاشتقاق يرددون كلام القدامى

مثلا: العجل مشتق من العجلة

وقال شاعرهم:

ما سمي القلب إلا من تقلبه ... ولا الفؤاد فؤادا غير أن عشقا

وقال:

وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلبُ

وهذا الاتجاه في الاشتقاق عند القدامى قد ثبت خطؤه، وأنه معكوس

فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس، ثم يشتق منه الفعل

والحسي المادي هو الاسم، والمعنوي المجرد هو المصدر

وهاكم أمثلة

* الأناقة اشتقت من الناقة، ثم قالوا تأنق، أي تشبه بالناقة

* الحصانة اشتقت من الحصان، ثم قالوا امرأة حصان، وأحصنت أي اشبهت الحصان في ألا يقربها أحد

ومن الحصان اشتق الحصن أيضا

*الثورة اشتقت من الثور، ثم قالوا ثار، أي تشبه بالثور

* الغنيمة اشتقت من الغنم، ثم قالوا غنم، أي حصل أجود شيء تشبيها بلحم الغنم الذي هو أطيب لحم

*الصبر اشتق من الصبار أو الصّبِر، ثم قالوا صبر، تشبيها به في تحمل العطش

الرئاسة مشتقة من الرأس

العقل مشتق من العقال

الخمار مشتق من الخمر

الجنون مشتق من الجن

وهكذا في المعنوي يشتق من الحسي، ثم يشتق منه الفعل

وليس العكس

وهاكم أمثلة

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:45 ص]ـ

فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس، ثم يشتق منه الفعل

والحسي المادي هو الاسم، والمعنوي المجرد هو المصدر

أحسنتم بارك الله فيكم.

وقد أشار إلى هذا ابن جني في كتابه الخصائص، وأنصح بِمراجعة هذا الموضوع في كتاب (فقه اللغة) للدكتور صبحي الصالح رحمه الله، فهو من أنفع كتب فقه اللغة التي قرأتها للمعاصرين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير